ترك برس
بلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا تحت بند "الحماية المؤقتة" 3 ملايين و96 ألفا و157 شخصا، بحسب أحدث البيانات الصادرة عن إدارة الهجرة التركية.
وتناول تقرير لشبكة الجزيرة القطرية تحديات التعليم في حياة الأطفال السوريين في بلاد الغربة، حيث تبدو الحياة أكثر قسوة وصعوبة.
ووفقا للتقرير، يواجه آلاف الأطفال السوريين تحديا جديدا، ليس فقط في التأقلم مع بيئة جديدة أو لغة غريبة، بل في محاولة الإمساك بخيوط التعليم وسط ظروف اقتصادية ونفسية ضاغطة.
وأضاف: بالنسبة لعائلات اللاجئين، لا تنتهي معاناة اللجوء عند تأمين الطعام والمسكن، بل تمتد إلى فصول الدراسة التي تُعد إحدى أصعب المعارك في مسار التكيف مع حياة المهجر. فكيف لأبناء اللاجئين أن يرسموا مستقبلهم وسط تلال من الحواجز اللغوية والثقافية؟ وكيف للأهل أن يحلموا بمستقبل أفضل لأبنائهم في وقت يكاد الحاضر نفسه يغيب في ظل أزمات لا تنتهي؟
بين ثنايا هذه التحديات المتشابكة، يظل التعليم أملا مشتركا لعائلات اللاجئين السوريين الذين يبحثون عن وسيلة لتأمين مستقبل أبنائها في بيئة جديدة.
ووفقا لتقرير صادر عن وزارة التعليم التركية، فإن عدد الطلاب السوريين في سن الدراسة المدرسية يصل إلى مليون و30 ألف طالب، إلا أن 65% فقط منهم يتلقون تعليما مدرسيا، ما يعادل حوالي 730 ألف طالب، في حين يبقى أكثر من 400 ألف طفل خارج إطار التعليم المدرسي.
وبحسب شبكة الجزيرة، كشفت دراسة أجراها مركز الحوار السوري أن نسبة التسرب لدى الطلاب السوريين في المدارس الثانوية تتراوح بين 20% و29.1%، فيما تعد النسبة الأدنى في المدارس الابتدائية حيث تتراوح بين 11.2% و24.9%.
أما بالنسبة للتعليم الجامعي، فقد لاحظ التقرير أن نسبة اهتمام السوريين بإكمال دراستهم الجامعية في تركيا لا تزال منخفضة، حيث لا تتجاوز نسبة الملتحقين بالتعليم الجامعي 13.5% من الفئة العمرية بين 19 و24 عاما. ويعزى ذلك إلى ارتفاع معدل التسرب من المرحلة الثانوية، إضافة إلى قلة المنح الدراسية المتاحة. ونتيجة لذلك، يلجأ معظم الشباب السوريين إلى سوق العمل بدلا من استكمال تعليمهم. وفقا للجزيرة.
ويروي عبد القادر رائد، وهو لاجئ سوري في تركيا، يعيش قصة كفاح يومية لتأمين تعليم أبنائه الثلاثة وسط ظروف معيشية صعبة، لـ"الجزيرة نت"، كيف يعمل بوظيفتين، خياطا وسائقا خاصا، لتغطية نفقات أسرته، إلا أن العبء يزداد مع بداية كل عام دراسي، رغم أن التعليم في المدارس الحكومية مجاني.
فتكاليف المستلزمات المدرسية ارتفعت بشكل كبير بفعل التضخم المستمر في تركيا، ناهيك عن "التبرعات" التي تطلبها المدارس وتصل إلى 1500 ليرة تركية لكل طالب، مما يضيف ضغوطا إضافية على ميزانية الأسرة.
إلى جانب التحديات المالية، يواجه عبد القادر صعوبة أخرى تتمثل في اندماج أطفاله في المدارس التركية. فيقول "أطفالي يعانون من صعوبة في التأقلم بسبب كونهم سوريين ولا أخفيك سرا بأنهم باتوا يخافون أن يعرف زملائهم في الفصل أنهم من سوريا، بالإضافة إلى تحدي الدراسة باللغة التركية الذي يتطلب جهودا كبيرة من الطلاب والأهل"، مؤكدا عدم قدرته على توفير دروس خصوصية لدعمهم.
ونظرا لهذه الظروف، بات يفكر في خيار تسجيل ابنه الأكبر في التعليم المفتوح، الذي لا يتطلب الحضور اليومي، ليتمكن من العمل بجانب الدراسة والمساهمة في نفقات الأسرة. ويضيف: "كثير من العائلات السورية التي أعرفها اتخذت هذا الخيار بسبب ضغوط الحياة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!