رحمي توران - صحيفة سوزجو* - ترجمة وتحرير ترك برس

ما أن انتهت الانتخابات الرئاسية بهزيمة حزب الشعب الجمهوري، حتى بدأت الصراعات الداخلية تظهر داخل بنية الحزب. وتم تحديد أيام الخامس والسادس من الشهر المقبل لانعقاد المؤتمر العام للحزب بغية تغيير قياداته، بعد فشلهم في الانتخابات الرئاسية.

قبل عدة أيام خرج رئيس الحزب الأسبق "دينيز بايكال" وقال إنه لا بد للمؤتمر العام القادم أن ياتي بإدارة جديدة للحزب. بينما صعد النائب البرلماني عن مدينة يالوفا "محرم إينجه" من لهجته ضد كلتشدار أوغلو واصفاً إياه بالديكتاتور. حيث قال إينجه: "لقد استلمت مقاليد إدارة الحزب قبل أربعة سنين بوعودك الديمقراطية، أما اليوم فإنك تمارس الديكتاتورية من خلال قيادتك للحزب".

وفي مقابل كل هذه الانتقادات يلتزم رئيس الحزب الحالي "كمال كلتشدار أوغلو" الصمت حيال ما يحاك ضده، مكتفياً بقوله إنه لا يريد أن يدخل في نقاشات لا تجدي نفعا لأحد.

فهل يمكن أن تتغير إدارة الحزب في هذا المؤتمر المنتظر، لا سيما أن هناك أسماء قوية داخل وخارج الحزب من الممكن أن تترشح لمنصب رئاسة الحزب مثل النائبة البرلمانية "أمينة أولكار تارهان" ونقيب المحامين "متين فيزي أوغلو". قبل عدة أيام سئل "فيزي أوغلو" عما إذا كان يعتزم الترشح لمنصب رئاسة حزب الشعب الجمهوري، فأجاب بأنه حاليا ما زال على رأس عمله كنقيب للمحامين، وأوضح أن المشكلة في تركيا ليست في الحزب الحاكم إنما المشكلة في الأحزاب المعارضة.

هل هذه هي تركيا الجديدة

كيف ينظر العالم إلينا. اتتبع المقالات والكتابات التي تنشر في الصحف العالمية فيما يخص تركيا، ولم أجد ما هو إيجابي، حتى أنني يمكنني القول إنه لا توجد أي صحيفة تؤيد إجراءات الحكومة التركية. وبالمحصلة يمكنني القول إنّنا بتنا دولة منعزلة. وأريد في هذا الصدد أن أدعم كلامي بالمثال التالي.

صحيفة "واشنطن بوست" التي تعتبر من أكبر الصحف الأمريكية والعالمية، انتقدت تصرفات الحكومة التركية ووصفتها بأنّها غير ديمقراطية فيما يخص إغلاق بعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب والتويتر. وذلك بعدأحداث 17 و25 ديسمبر/ كانون الثاني. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت هذه هي تركيا الجديدة التي يعد أردوغان شعبه بها.

مستقبل الرئيس عبد الله غُل

مع دخول عبد الله غُل إلى أيامه الأخيرة في القصر الرئاسي، أعلن أنّه سيعود إلى حزب العدالة والتنمية ولكن بعد أن يأخذ قسطاً من الراحة. فبعد تسليمه مقاليد حكم البلاد لأردوغان، قرر غُل أن ينتقل إلى إسطنبول ويفتح هناك مكتبا يمارس فيها السياسة بصفته رجلا عاقلا.

الرئيس عبد الله غُل، وخلال فترة حكمه الذي استمر سبعة سنوات لم يكن محايدا أبدا، وكان يقدم الدعم اللامحدود لحزب العدالة والتنمية من خلال توقيعه على مشاريع القوانين التي تخالف الدستور العام للبلاد. وعلى الرغم من كل هذا الدعم استبعد حزب العدالة والتنمية غُل من الحزب، والأحداث الراهنة خير دليل على ذلك.  فأردوغان أراد أن لا يُرى عبد الله غُل في صفوف الحزب، والرئيس غُل بطبيعة الحال لم يُرِد أن يدخل في سجال معه في مثل هذه المواضيع.


* صحيفة "سوزجو" هي أحد الصحف المعارضة لحكومة حزب العدالة والتنمية حالياً

عن الكاتب

رحمي توران

كاتب في صحيفة سوزجو


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس