
ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن قطاع غزة تتعرض للإبادة الجماعية على يد إسرائيل، مؤكدًا في الوقت نفسه دعم تركيا الكامل لوحدة الأراضي السورية ومقاومتها أي مخططات لتقسيمها.
جاء ذللك في كلمة ألقاها، الأربعاء، خلال مشاركته في افتتاح السنة التشريعية الرابعة للدورة الثامنة والعشرين في مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان).
وأكد أردوغان أنه "لا رابح في الحرب، ولا خاسر في السلام العادل. إن إخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين هم أكثر شعوب الأرض استحقاقًا للسلام والطمأنينة، لما قدّموه من نضالٍ مشرّف. ومن واجب العالم الإسلامي أولًا، ثم المجتمع الدولي بأسره، أن يحققوا لهم السلام الدائم الذي يستحقونه"، وفقا لموقع الرئاسة التركية.
وأضاف أن مجلس الأمة التركي الكبير، الذي يستمد شرعيته مباشرة من الشعب، قد وقف دائمًا إلى جانب الحق والعدل والمظلومين، مضيفًا: إن أقوى رد على الإبادة الجماعية التي ترتكبها الإدارة الإسرائيلية في غزة وأجزاء أخرى من فلسطين منذ عامين، وعلى إرهاب الدولة الذي تمارسه في المنطقة، جاء من هذه المقاعد التي تمثل 86 مليون مواطن. لقد كان مجلسنا صوت ضمير شعبنا بموقفه الثابت ضد المجازر في غزة، وترك بصمته الواضحة من خلال إصداره سبعة بيانات مشتركة. وعلى وجه الخصوص، فإن "القرار بشأن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني"، الذي اعتمدته جمعيتنا العامة في 29 أغسطس/آب، شكّل رسالة قوية للغاية إلى أولئك الذين يغضون الطرف عن الظلم ويدفنون رؤوسهم في رمال اللامبالاة".
"تركيا كانت دائمًا الصوت المسموع للقضية الفلسطينية في كافة المحافل"
قال الرئيس أردوغان: "كما أن العمل الذي تقوم به المجموعة البرلمانية للتضامن مع فلسطين يُعد إنجازًا بارزًا آخر لبرلماننا في سياق غزة والدبلوماسية الفلسطينية. وباختصار، لقد اجتازت هذه المؤسسة النبيلة اختبار غزة بنجاح باهر، وبما يليق بتاريخنا وشخصيتنا الوطنية. وأتوجه بجزيل الشكر إلى أحزابنا السياسية وأعضاء البرلمان الموقرين الذين عبّروا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني المظلوم."
ولفت الرئيس أردوغان إلى أن تركيا كانت دائمًا الصوت المسموع للقضية الفلسطينية في كافة المحافل، بما في ذلك الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، مضيفًا: "لقد تمسكنا بموقفنا النبيل بكل قوة في مواجهة حملات التشويه التي تستهدفني شخصيًا وتستهدف حكومتنا وبلدنا. نقف بكل ثبات إلى جانب أبناء غزة الأبطال وهم يقاومون ببسالة قوات الاحتلال التي تهاجم أرضهم بأحدث أسلحة العالم. وقد أوصلنا إلى غزة أكثر من 102 ألف طن من المساعدات الإنسانية، وقطعنا تجارتنا مع إسرائيل منذ عام ونصف، كما أصبحنا طرفًا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية، إلى جانب عشرات الخطوات الدبلوماسية والقانونية والاقتصادية الأخرى التي لا يتسع المقام لسردها. ولله الحمد، وقفنا صامدين إلى جانب إخواننا وأخواتنا في غزة".
"إخواننا وأخواتنا في غزة هم خير شاهد على صدق جهود تركيا وإخلاصها"
قال الرئيس أردوغان: إن "إخواننا وأخواتنا في غزة هم خير شاهد على صدق جهود تركيا وإخلاصها. إن الشعب الفلسطيني يدرك جيدًا ما قدمناه من أجله وما بذلناه من جهود خالصة. لكن مع الأسف الشديد، نرى بلدنا وحكومتنا هدفًا لانتقادات ظالمة وغير مبرّرة، صادرة عن جهات لا تملك سجلًا نظيفًا في هذا المضمار. نحن وأصدقاؤنا الذين نسير على هذا الدرب لم نتعرّف إلى القضية الفلسطينية منذ عامين فقط كما فعل غيرنا؛ بل كرّسنا حياتنا لها، وسنواصل بمشيئة الله تعالى الدفاع عن حقوق فلسطين وقبلتنا الأولى، القدس الشريف، بشجاعة حتى آخر رمق. إنني على يقين بأن التاريخ سيخلّد، بمشيئة الله، اسم جمهورية تركيا في ذاكرته كضمير حي لهذا العصر، بفضل موقفنا الحازم إلى جانب غزة".
"ينبغي وضع حد لهذا العار فورًا"
أكد الرئيس أردوغان، أن وقف نزيف الدم في غزة كان على رأس جدول أعمال لقائه مع نظيره الأمريكي ترامب، وقال في سياق متصل" "حيث قدمنا مقترحات، وعرضنا حلولًا، وحددنا بوضوح الخطوات اللازمة لتحقيق سلام عادل ودائم. نحن نؤمن بأنه لا رابح في الحرب، ولا خاسر في السلام العادل. إن إخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين هم أكثر شعوب الأرض استحقاقًا للسلام والطمأنينة، لما قدّموه من نضالٍ مشرّف. ومن واجب العالم الإسلامي أولًا، ثم المجتمع الدولي بأسره، أن يحققوا لهم السلام الدائم الذي يستحقونه. غزة قد فاضت بالدماء والدموع والدمار، وحان الوقت لوضع حدٍ فوري لهذا العار. لا نريد أن نشهد طفلًا آخر يُقتل جوعًا، ولا قنبلة أخرى تسقط على غزة، ولا بريئًا آخر يُقتلع من الحياة. كما أن تركيا ستواصل العمل بكل قوتها من أجل هذه القضية، حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وبرغم كل المآسي والدماء البريئة التي أُريقت، فإننا لا نزال متفائلين. وكما أنعم الله علينا برؤية سوريا وقد تحررت بعد أربعة عشر عامًا من الظلام، فإنني أؤمن إيمانًا راسخًا بأننا، بمشيئة الله، سنشهد مستقبلًا مشرقًا يسوده السلام والأمن من النهر إلى البحر. ومن هنا، نبعث برسائل تضامننا إلى إخواننا في غزة وفلسطين، ونؤكد مرة أخرى أن تركيا التي لطالما وقفت إلى جانبهم ستظل واقفةً إلى جانبهم، ولن تحيد عن هذا الطريق أبدًا".
"لن نسمح أبدًا لإخواننا وأخواتنا الأكراد خارج حدودنا أن يتعرّضوا لضغوط من بعض التنظيمات الإرهابية"
تطرق الرئيس أردوغان، في كلمته إلى الشأن السوري، قائلاً: "لن نسمح أبدًا لإخواننا وأخواتنا الأكراد خارج حدودنا أن يتعرّضوا لضغوط من بعض التنظيمات الإرهابية، أو أن يُستغلوا من قبل دول ومراكز معاديةً للأتراك وللأكراد والعرب والمسلمين عمومًا. منذ البداية دعمنا بقوة وحدة أراضِي سوريا، واليوم نقف بحزم ضد أي مخططات تهدف إلى تقسيمها. لقد استخدمنا جميع القنوات الدبلوماسية سواء لضمان وحدة الأراضي السورية أو لمنع أي تشكيلاتٍ إرهابية على حدودنا، ونواصل استخدام هذه القنوات بصبر وإخلاص وحكمة. إذا أخفقت المبادرات الدبلوماسية، فموقف تركيا وسياستها واضحان: لن نسمح بتكرار التجربة في سوريا. هذا الموقف المبدئي ليس ضدّ الشعب السوري أو ضدّ إخواننا وأخواتنا الأكراد في سوريا، بل إنما هو في مصلحتهم؛ فهو يهدف إلى تحرير منطقتنا من آفة الإرهاب. دعوني أؤكد مجددًا: نسير جميعًا أتراكًا، وأكرادًا، وعربًا، وسنةً وشيعةً وعلويين ومسيحيين، نحو مستقبل مشترك بغضّ النظر عن الأصل أو اللغة أو الدين أو الطائفة. بإذن الله تعالى قادرون على تجاوز كل العقبات خلال هذه المسيرة".
وتابع: "حين نتعامل بحكمة وننظر برؤية مستقبلية تغذّيها ألف سنة من التاريخ المشترك، سنحلّ كل مشكلة ونفضح كل مخطط. إذا اتحدنا كحجر واحد في جدار واحد، ستحلُّ مشاكل المنطقة واحدةً تلو الأخرى، وسنحقّق سلامًا دائمًا. أما إذا سمحنا للوسطاء أن يوسّطوا بيننا على نحو يعزّز الانقسامات، فستمُتلئ منطقتنا بالدماء والدموع والقمع. لقد قاتل الأتراك والأكراد والعرب جنبًا إلى جنب في جيوش السلطان ألب أرسلان وصلاح الدين والسلطان محمد الفاتح لتحقيق الانتصارات، وها نحن اليوم مدعوون لنواصل هذا الإرث بروح الوحدة والتضامن. وسيضمن تحالف الأتراك والأكراد والعرب ويرسخ السلام والرخاء والتنمية بالمنطقة في الغد وإلى الأبد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!