د. بول سوليفان - صحيفة تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس

نتجت عن وضع العراق مشكلة حقيقية ستعاني منها كل الدول. استولت "داعش" على أهم سد كهرومائي في العراق وهو سد الموصل. وهذا مكنّهم من التحكم بالقسم الجنوبي الأكبر من سد نهر دجلة، مما جعل التحكم بالمولّدات الكهرومائية المنتجة للكهرباء تحت سيطرتهم. مما يعني أن معظم مناطق شمال العراق قد تغرق في الظلام أو قد تغرق في مياه  السيول.

يجب أن تدق الأحداث الحاصلة في سد الموصل ناقوس الخطر للعالم من أجل تأمين منشآت الطاقة والمياه ومصادرهما. فهناك العديد من الإرهابيين يريدون إلحاق الضرر بأكبر قدر ممكن من الناس.

تشكل السدود تهديدا كبيرا للمجتمعات، لذلك هناك قسم خاص في اتفاقية جنيف يتحدث عن أن إلحاق الضرر بالسدود والمنشآت النووية خلال الحروب يُعدّ جريمة حرب. لأن تلك الأمور تُعد أسلحة "قتل جماعي".

البحيرة التي توجد خلف سد الموصل تحتوي على 10-11 تريليون لتر من الماء. وهذا المحتوى بهذا المقدار يحمل قوة تدمير هائلة جدا.

العديد من السدود التي تحجز الماء وتنتج الكهرباء في وضعية سيئة للغاية. معظم الناس لا يعلمون أنهم يعيشون بالقرب من سد أو بحيرة سد أو حوض مائي. فإذا كنتم تعيشون بقرب من منجم كبير للفحم أو أي منجم آخر فهذا يعني أنكم تعيشون بالقرب من حوض مائي. وإذا كنتم تعيشون بالقرب من سد صغير أو كبير هل تعرفون حقا بأي وضعية هو؟

يوجد في أمريكا الدولة المتطوّرة 84 ألف سد. متوسط عمر هذه السدود 52 سنة. الآلاف منها بوضعية غير جيدة. وألفان منها بوضعية خطيرة جدا. وهذا كله في الولايات المتحدة الأمريكية. لو سألت أي أمريكي في الشارع عن عدد السدود في دولته فإنه من المحتمل أن لا يكون لديهم أدنى فكرة. ولو سألت هل تعيشون بالقرب من أحد السدود؟ أعتقد سيجيب عن ذلك عدد قليل. ولو سألت عن معرفتهم عن وضعية تلك السدود، فسينظرون إليّ بنظرة أولى تافهة ثم بنظرة يشوبها القلق.

وضع السدود في أمريكا أشار إليه تقرير صادر عن غرفة المهندسين المدنيين الأمريكيين الذين قيّموا وضع السدود بدرجة D. ودرجة D في كل مكان تعني سيء جدا.

إذا كان الوضع كذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، فلكم أن تتخيّلوا أوضاع السدود التي تتواجد في بعض الدول النامية!

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس