جلال سلمي - خاص ترك برس

"إذا أصبح حزب العدالة والتنمية حزبًا يعمل على الأساس المؤسساتي فإن مستقبله السياسي سيستمر لزمن طويل مثل حزب الشعب الجمهوري الذي أُسس عام 1919 وما زال إلى يومنا الحالي يعمل على أساس العمل المؤسساتي".

يؤكد الكثير من المؤيدين والمعارض لحزب العدالة والتنمية بأن حزب العدالة والتنمية سطّر قصة تقدم وتنمية فريدة مثالية تُؤخذ كمثال تجربي ناجع ولا يمكن للعدو قبل الصديق إنكار ذلك لأن الدليل على ذلك واقعي وحقيقي وواضح للعيان وليس بحاجة إلى من يثبته بالنظريات والمسلمات فالشمس لا تُغطى بغربال.

وحزب العدالة والتنمية هو مثل أي حزب سياسي قد يواجه العديد من المشاكل والمعيقات ولكن على الرغم من تحذيرات العسكر الانقلابية وعلى الرغم من المؤمرات العديدة الخفية والواضحة استطاع حزب العدالة والتنمية تولي مقاليد الحكم في تركيا لمدة 13 عام دون انقطاع.

ويؤكد علي نور كوتولو، في سياق متصل له من خلال مقال سياسي له بعنوان "مستقبل حزب العدالة والتنمية" نُشر في جريدة يني شفق بتاريخ 13 سبتمبر 2015، بأنه " على الرغم من جميع المؤمرات والمكائد التي نُظّمت وخُطّطت للإطاحة بحزب العدالة والتنمية إلا أنه بقي مثل الجبل الأشم ثابتًا دون أي تزحزح أو إنحناء".

ويذكر كوتولو بعض المؤامرات والمعوقات التي تعرّض لها حزب العدالة والتنمية خلال فترة حكمه وخاصة بعد عام 2009 إذ بدأت بوادر نجاحه الباهرة تظهر بشكل ملحوظ وبدأ الحزب بتأييد القضية الفلسطينية بشكل واضح وجرئ ومن هذه المؤامرات حسب كوتولو "أحداث غيزي بارك، وتحريض العلويين في تركيا على حزب العدالة والتنمية على أنه حزب سني مُضطهد للعلويين والشيعة في كل مكان، وتنصيب "الكيان الموازي" للتنصّت على الحزب وقيادته، وفي الفترة الأخيرة تحريض حزب العمال الكردستاني على إفساد عملية السلام الداخلي على الرغم من تحقيقها الكثير من النجاحات لصالح المواطنين الأكراد في تركيا".

ويفيد كوتولو بأن "اليوم أصبح مستقبل حزب العدالة والتنمية مستقبل تركيا التنموي التقدمي التطويري، إذا كان مستقبل حزب العدالة والتنمية هو مستقبل تولي مقاليد الحكم بشكل منفرد فإن مستقبل تركيا سيستمر في التقدم والتطور، واليوم المعادلة بهذا الشكل القوى العظمى المعادية لتطور تركيا وتقدمها تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى تدمير البنية الشعبية والتنظيمية لحزب العدالة والتنمية لإبعاده عن نظام الحكم وبالتالي تعطيل تطور تركيا وتقدمها".

ويشير كوتولو إلى أن "مستقبل حزب العدالة والتنمية سيُحدد في المؤتمر العام الخامس له، وحسب هذا المؤتمر سيكون حزب العدالة والتنمية هو إيجاد وبرامج واقعية مُخاطبة للناخب التركي بشكل مباشر لإعادة كسب الإرادة الشعبية وضمانها وبعد ذلك سيسعى الحزب إلى السير قدمًا في خططه التطويرية الشاملة والمتنوعة للإبقاء على الإرادة الشعبية محفوظة".

ويضيف كوتولو أن "مستقبل حزب العدالة والتنمية سيكون متصل بالمؤسساتية وسيحاول مستشاريه إبعاده عن التسلط الشخصي أو جعله بعيد عن نظرية الرمز العظيم المتصلة بشخص ما التي تنتهي صلاحيتها بانتهاء أو بندثار الرمز العظيم عن الساحة، الكل يقدر أردوغان كقائد مميز ولكن لا يريد أحد من حزب العدالة والتنمية التضحية بالحزب والمسيرة الطويلة من التطور والتقدم الذي حققهما حزب العدالة والتنمية طول فترة حكمه من أجل إبقاء ظل أردوغان الإعلامي على الساحة السياسية، فالأحرى التضحية باسم أردوغان وليس باسم الحزب الشامخ الحاضن لأكثر من 40% من الإرادة الشعبية".

وكما يؤكد الباحث السياسي غالب دالاي، في دراسة أكاديمية له بعنوان "حزب العدالة والتنمية والمؤسساتية" نُشرت على الصفحة الرسمية لموقع الجزيرة ترك بتاريخ 11 آب/ أغسطس 2014، بأن "زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان أصبح الآن رئيس جمهورية تركيا ويجب عليه التحلي بالموضوعية إزاء التعامل مع الأحزاب السياسية الأخرى ويجب أن يتجنب افتعال الاقتسام السياسي في دعمه لحزب معين، وبعد اليوم لا بد لمستقبل حزب العدالة والتنمية أن يتحلى بالمؤسساتية حتى لا يضيع بريقه المضيء الذي استمر لأكثر من 13 عام".

ويُرجع الكثير من المطلعين والباحثين السياسيين المحليين والدوليين أولى الأسباب التي جعلت حزب العدالة والتنمية يخسر بعض أصواته في الانتخابات الأخيرة هو قيام أردوغان بتحدي الدستور التركي وقيامه بالترويج لحزب العدالة والتنمية، هذه الخروقات السافرة من قبل أردوغان للدستور التركي، أفقدت الناخب التركي ثقته بحزب العدالة والتنمية وإمكانية أن يصبح كيان مؤسساتي ولم يعجب الناخب والمواطن التركي بأن يكون حزب العدالة والتنمية حزب أغلبية تابع لأردوغان رئيس الدولة فالناخب التركي غير معتاد على هذه المعادلة.

ويبين دالاي بأن "أردوغان بخروقاته المتكررة  أفقد أحمد داود أوغلو شخصيته القيادية ولتعود الشخصية القيادة لداود أوغلو ولعودة ثقة الناخب بحزب العدالة والتنمية على أنه حزب سياسي مؤسستي بعيد عن سيطرة الرئاسة يجب قطع خروقات رجب طيب أردوغان ويجب على داود أوغلو بأن يكون أكثر جدية في قضية جعل مستقبل حزب العدالة والتنمية متصل بمستقبل مؤسساتي وليس شخصي متصل بظل شخص بعينه".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!