مصطفى نهاد يوكسالير - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

في حين تستمر التغيرات الكبيرة في الساحة التركية بسرعة كبيرة ومحاولة كل المؤسسات والمنظمات التأقلم مع هذا التغير والتلائم مع الوسط الجديد، تستمر المعارضة الأساسية على حالها دون أي تغيير أو تحديث.

حزب الشعب الجمهوري الذي يحاول حتى الآن الوقوف ثابتا ملتصقا بتركيا القديمة، يغرق بعد كل محاولة نجاة يقوم بها ويهبط بعدها إلى أدنى المستويات، وهو بكل الأعمال التي نشهدها والتي يقوم بها للنجاة من هذا المأزق والارتقاء لمستويات أعلى يهوي لمستوى يستحق الشفقة ويتحول لموقف التراجيديا الكوميدية.

وفي الوقت الذي تُغيّر تركيا فيه نظاما كاملا رافضة كل النظم القديمة مثل الوصاية العسكرية والانقلابات وغيرها من العوائق التي تقف أمام تقدمها، يستمر حزب الشعب الجمهوري باتباع النظم التي كانت قبل 12 عام، تلك الفترة التي كانت تهوي بتركيا إلى كارثة لا نجاة منها، ويضع نفسه في موقف رديء بِرَميه كُتَيّب الدستور أمام هيئة البرلمان للدولة التركية.

كل هذه التخبطات التي يمر بها هي محاولة لإنقاذ نفسه من مأزق حل به وهو يذهب نحو المؤتمر الاستثنائي الذي اتخذ قرار عقده مجبورا بعد فشله في تاسع انتخابات خلال 12 عام وليس شيئا اخر.

في طرف تقف سلطة أخذت على عاتقها عمارة النظام الجديد، تختار رئيس جمهورية نتيجة لنجاحها وتفوقها، وتختار رئيسها العام ورئيس الوزراء والحكومة الجديدة، وتحول مؤتمرها العام الاستثنائي وحفل تسليم المناصب إلى عيد كبير.

وفي طرف آخر حزب يصر على عدم التغير والتطور رغم خسارته في كل الانتخابات التي يخوضها، وتحدث الصراعات بداخله ويبقى على قيد الحياة متمسكا بالأزمات في الدولة!

لكنّهم لا يدركون أنّ حزب الشعب الجمهوري وكمال كلتشدار أوغلو قد احترقوا الآن بشكل حقيقي.

لماذا؟

لقد بدأ الحزب بعد خسارته في 9 انتخابات خلال 12 عاماً يعُدّ الأيام لانعقاد المؤتمر العام الاسثنائي مع معارضة داخلية للإدارة الحالية بإدارة "محرم إينجه" الذي أعلن ترشحه لرئاسة الحزب.

بعد أن أصبح محرم إينجه مرشح المعارضة الداخلية للحزب ظهر نوع من الوضوح في القضية. إينجه، الذي كان يتهمنا بأننا إعلام متحيز لجهة واحدة لانتقاداتنا التي كنا نكتبها تجاهه وتجاه حزبه أصبح الآن ينتقد هيئة حزبه الإدارية الحالية بنفس الانتقادات التي كنا نوجهها نحن. إن استيقاظ شخص في حزب الشعب الجمهوري ورؤيته للحقيقة شيء مفرح رغم استيقاظه في وقت متأخر.

نعم، حزب الشعب الجمهوري الذي يعيش ضجة كبيرة في داخله بسبب بعض الخسارات الكبيرة اتخذ قرار الذهاب إلى مؤتمر عام استثنائي في 5 أيلول/ سبتمبر كمحاولة منه لجمع قوة جديدة، ولكن هذا المؤتمر قد تحول الآن إلى كابوس بالنسبة له.

لأن أمامه مؤتمر حزب العدالة والتنمية وتشكيلته القوية.

لقد ارتفع سقف المطالب من قبل ناخبي حزب الشعب الجمهوري ومتابعي المؤتمر هذا من مسؤولي الحزب. ويظهرهذا واضحا في خطابات محرم إينجه وفي أخبار وكالة "دوغان" للإعلام المعارضة.

إن انعقاد مؤتمر حزب العدالة والتنمية ضمن أجواء من الفرح والبهجة ضمن حدود التعاون المشترك والاحترام المتبادل بين الأعضاء، مقارنة مع مؤتمرات حزب الشعب الجمهوري السابقة التي كانت تتم بحضور جسر من الشرطة والدفاع المدني احتسابا لحالات الشغب التي يتوقع حصولها، والتي عادة ما كانت تصل إلى حد تطاير الكراسي في الهواء، يُرِي حزب الشعب الجمهوري كوابيس مخيفة أثناء انتظاره حلول يوم المؤتمر. وإنّ حدوث نفس الحالات السابقة في هذا المؤتمر سيجعل من الحزب خاسرا أمام حزب العدالة والتنمية في مجال المؤتمرات أيضا.

حزب العدالة والتنمية الذي ظهر فائزا في كل الانتخابات، عقد لأول مرة مؤتمراً عاماً استثنائيا بهذه الضخامة. ويبدو أن حزب الشعب الجمهوري الذي يعقد بين كل مؤتمرين عامين أساسيين مؤتمراً استثنائياً على الأقل سيتعلم كيفية ترتيب وعقد مؤتمر عام استثنائي من حزب العدالة والتنمية.

عن الكاتب

مصطغى نهاد يوكسالير

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس