جلال سلمي - خاص ترك برس

لم يبقَ على الانتخابات البرلمانية المُبكرة المُرتقبة سوى يومين من تاريخ اليوم، وفي هذه الفترة القصيرة المُتبقية بدأ الضغط النفسي والتوتر يلعب بدوره لدى جميع فئات المجتمع التركي، ولأن هذه الانتخابات البرلمانية هي انتخابات مُبكرة بمعنى هي انتخابات إعادة فإن هناك الكثير من الناخبين الذين استنكفوا عن التصويت في الانتخابات السابقة ويعتزمون التصويت في هذه الانتخابات حتى تتمكن أصواتهم من إفراز حزب واحد يؤسس حكومة سياسية بمفرده حتى يتم تخطي مرحلة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي تشهدها تركيا في الفترة الحالية نتيجة لنتائج الانتخابات السابقة التي لم تفرز الحق لحزب واحد لتأسيس الحكومة بمفرده.

وكما هو معروف؛ أكثر الذين يكونون على وقع توتر حاد قبيل الانتخابات هم قادة الأحزاب السياسية، وفي ظل حالة التوتر الحادة التي يواجهها قادة الأحزاب السياسية التركية؛ ماهي آمال قادة هذه الأحزاب؟ ومالذي ينتظرونه ويتوقعون حدوثه في 1 و2 تشرين الثاني/ نوفمبر؟

يُجيب على هذه التساؤلات الإعلامي التركي المُخضرم محرم صاري كايا من خلال مقال سياسي له بعنوان "انطباعات حديثي مع قادة الأحزاب السياسية" نُشر بتاريخ 29 تشرين الأول/ أكتوبر في جريدة خبر ترك، ويوجز صاري كايا انطباعات لقائه مع القادة السياسيين بالشكل التالي "في الأيام العشرة الأخيرة  تمكنت من الحديث مع القادة الثلاث للأحزاب الرئيسة في تركيا، ولاحظت خلال هذا الحديث بأن قادة الأحزاب الثلاث، حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، على أمل بأن تكون هناك حكومة تابعة لحزب الأغلبية للتخلص من حالة الغموض وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي اللتان تحيطا بتركيا منذ الانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت بتاريخ 7 حزيران/ يونيو، وعند الحديث عن حالة عدم تمكن حزب واحد من تأسيس الحكومة بمفرده يتهربون من التعليق على هذه الحالة لعدم رغبتهم في ربط أنفسهم من الآن بأي قرار أو تصريح إعلامي خاص بهذه الحالة".

ويفيد صاري كايا بأنه "خلال حديثه مع زعيم حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو عن آماله المستقبلية فيما يتعلق بنتائج الانتخابات فإن الأخير وضح توقعاته بالشكل التالي "نرغب بأن نخرج بنتيجة تمكنا من تأسيس الحكومة بمفردنا حتى يتسنى لنا الاستمرار في عملية التقدم الاقتصادي والاجتماعي ونُخلص تركيا من حالة الغموض وعدم الاستقرار التي تعاني منها في الوقت الحالي"، وعندما تطرقتُ إلى نتائج الانتخابات التي يمكن أن تكون مشابهة لنتائج الانتخابات الأخيرة لم يتوسع داود أوغلو في الحديث واكتفى بالإشارة إلى الخطوات الشاملة لجميع الأحزاب التي قام بها الحزب بعد انتخابات 7 يونيو".

ويُضيف صاري كايا بأنه خلال حديثه مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو أكد بأنه "لا يجب تكرار نفس التجربة التي حدثت بعد انتخابات 7 يونيو" في إشارة منه إلى نجاعة نتائج الانتخابات التي ستؤهل حزبًا واحدًا إلى تأسيس حكومة بمفرده".

ويؤكد صاري كايا بأن "زعيم حزب الحركة القومية دولت باهجلي أيضًا حمل نفس الرأي الخاص بكليجدار أوغلو في إشارة منه إلى ضرورة تخليص تركيا من حالة عدم الاستقرار السياسي الداخلي التي تعاني منها في الفترة الحالية"، مشيرًا إلى أن باهجلي أكد على استعداده الكامل من أجل الدخول في حكومة ائتلافية لا يكون حزب الشعوب الديمقراطي طرفًا فيها".

ويشير صاري كايا إلى أنه "حسب آمال القادة الثلاث وحسب الانطباعات التي حصلت عليها خلال اللقاء معهم فإن جميعهم يسعى إلى التخلص من الوضع الحالي بأسرع وقت ممكن دون التأخر ولو للحظة واحدة، وكما أن القادة الثلاثة أشاروا بشكل ضمني إلى أنه في حال خرجت نفس النتائج السابقة من صناديق الاقتراع فإنهم سيسعون جاهدين إلى تسهيل عملية التوافق وتأسيس الحكومة الائتلافية لضمان عدم تكرار الحالة الحالية في تركيا مرة أخرى".

الجدير بالذكر بأن تركيا على موعد مع انتخابات برلمانية مُبكرة بتاريخ 1 نوفمبر، بعد إجراء انتخابات 07 يونيو التي كانت مختلفة عن الدورات الانتخابية السابقة، إذ لم يستطع حزب العدالة والتنمية تأسيس الحكومة السياسية بمفرده كما قام بذلك ثلاث دورات متتالية قبل ذلك الأمر الذي جعله يسعى للتوافق مع أحد الأحزاب السياسية لتأسيس الحكومة الائتلافية، ولكن بعد عدم نجاحه في ذلك قرر كل من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان إجراء انتخابات مُبكرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!