محمود أوفور - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

كانت كل الانتخابات التي دخلها حزب العدالة والتنمية منذ 2003 تاريخية، وعلى الأخص انتخابات حزيران/ يونيو 2007 والاستفتاء في أيلول/ سبتمبر 2010، وكذلك الانتخابات المحلية في آذار/ مارس 2014، إضافة إلى الانتخابات الرئاسية في آب/ أغسطس 2014، كل هذه الانتخابات تعد انتخابات مفصلية بين تركيا القديمة والحديثة، ولهذا فإنه عند الانتهاء من كل استحقاق انتخابي كان ينظر إليه على إنه نقطة تحول وأنه نهاية للمشاكل.

ولكن لم يحدث ذلك بعد كل استحقاق انتخابي، فعند كل مرحلة كان ينظر لها على أنها معركة حياة أو موت، فبعد كل انتصار للعدالة والتنمية كنا نظن أن أحزاب تركيا القديمة وبعض القوى الداعمة لها قد قبلت واقع تركيا الجديد وواقع حزب العدالة والتنمية كلاعب أساسي على الساحة التركية، ولكن نجد العكس تماما عند كل استحقاق انتخابي، نراهم يعتمدون على سياسة إثارة الفوضى وزيادة حالة الاستقطاب في المجتمع التركي.

وعلى الرغم من كل الحرب التي كانت تشنها قوى "تركيا القديمة" استطاع العدالة والتنمية تجاوز كل هذه العقبات حتى أضيف إليها  في 2013 عصابة التنظيم الموازي داخل الدولة، بالإضافة إلى تنظيم بي كي كي الإرهابي وبعض القوى اليسارية المتطرفة، ومع الأسف كانت أحزاب المعارضة تستغل كل اللاعبين الجدد الذين يعملون ضد العدالة والتنمية في أمل إسقاط الحزب.

ولهذا نعتبر أن انتخابات الأول من نوفمبر مهمة وتاريخية لأنه انتصار قد جمع كل القوى المعارضة لمشروع تركيا الجديدة.

ولعل كل استطلاعات الرأي ما عدا واحدًا كان يشير إلى إخفاق للعدالة والتنمية في هذه الانتخابات، بل و بدأ البعض بطرح سناريوهات ما بعد العدالة والتنمية، غير أن الشعب أثبت أنه يريد الاستقرار ولم يلتفت إلى كل الحملات الشرسة التي حاولت أن تنال من شعبية الحزب. وهذا ما عبر عنه رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في خطاب النصر من أن العدالة والتنمية يريد الاستقرار و إنهاء الاستقطاب والسلام المجتمعي، وهو بالفعل يمثل "الصوت الداخلي" للعدالة والتنمية.

ولهذا نجد العدالة والتنمية متمسكًا بخيار السلام وإنهاء الإرهاب، إضافة إلى عمله على تغيير الدستور إضافة إلى مد يده إلى كل المحتاجين في هذه المنطقة. ولهذا السبب كانت نتائج الأول من نوفمبر في غاية الأهمية.

أما في المقابل فنتيجة هذه الانتخابات كان لها أثر كبير على أحزاب المعارضة، والتي هزتها من الداخل ولعل هذا الانتصار قد وضع المعارضة في أزمة حقيقية قد تؤثر على مصير تلك الأحزاب.

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس