أجرى الحوار: لؤي خليل

تابعت عبر الفترة الماضية العديد من المؤسسات العالمية العاملة في الشرق الأوسط، وآليات عملها وقيامها بالاستشارات والعقود التدريبية مع الدول والحكومات العربية بصورة واسعة، ولفت نظري أثناء متابعتي لمعهد المدينة وهو وأخد من أعرق مصادر المعرفة والتخطيط والتنمية في العالم ومقره في المدينة المنورة خبر تعيين سفير دولي للمعهد اسمه مراد داودوف.

ونظراً لوجودي مؤقتا في إسطنبول فقد رغبت بالتوجه إليه وعمل هذا الحوار معه لأنظر في مدى عالمية هذه الشخصية وقدراتها . 

مراد داودوف، مستشار دولي عمل في العديد من المؤسسات الدولية الأمريكية والأوروبية، وهو أكاديمي يعمل في قسم العلوم السياسية في جامعة مرمرة في إسطنبول، بلجيكي الجنسية، عاش حياته متنقلا في أصقاع العالم بحثاً عن النجاح الحقيقي، فأتقن أحد عشر لغة عالمية ، وحاز على تجربة مؤسساتية رفيعة وعلى المستوى الدولي من خلال عدة مناصب تبوأها، كان آخرها عمله في منصب حساس في اتحاد بلديات مرمرة الذي يضم مئات البلديات في تركيا، والذي هو بوابة العلاقة الشعبية مع بلديات ومؤسسات العالم. 

الغريب في الأمر، أن شهاداته وخبراته وتجاربه ومسؤولياته العالمية لم تحظ باهتمامي بقدر تواضعه الجم ، وبسمته الهادئة التي لم تفارق وجهه على مدى ساعتين ونصف، آثر فيها أن يكلمني باللغة العربية.

كان ميلاد شبكة تنمية الشرق الأوسط نقطة تحول حقيقي في الواقع في الشرق الأوسط برمته، فهي انطلاقة واثقة وهادئة، وبحضور المستشار مراد داودوف رئيساً لشبكة  (مدن)، تحقق بها التميز فيها عن غيرها، لا سيما إذا قرنا ذلك بعدد المستشارين الدوليين من العيار الثقيل الذين سارعوا كمختصين وخبراء على المستوى العالمي ليقودوا العمل الاستشاري والتنموي، في هذه الشبكة التي تركز على نهج الحيادية، والاحترافية.

العقود المتعددة التي بدأت تتلقاها الشبكة من عدة دول عربية رغم حداثة انطلاقتها باتت مؤشراً واضحاً على طبيعة وحجم الأمل المنعقد على هذه الشبكة، لا سيما في ظل القضايا المركزية والكبرى التي تسعى للتركيز عليها، في مجال التنمية والحوكمة ورسم السياسات العامة.

لقد سعدت جداً بهذا الحوار الشيق والمفعم بالأمل، ولكني سعدت أيضاً بقدوم مستشار كبير في مجال التنمية البشرية والحاجة المعاصرة لها  ألا وهو الأستاذ غياث هواري مفوض شبكة تنمية الشرق الأوسط في الكويت ، والدي لمست منه مع بدايات حديثه أنه من كبار من يتعاملون مع مفهوم التنمية البشرية ، وأن هذا الفريق الدولي بهذه القيادة الواعية والكادر المؤهل العامل معهم اليوم يعني قيادة واعدة غداً ، ستنشر شراع التنمية في جغرافيا العالم العربي والإسلامي الذي يتحرق شوقاً لتطبيق النماذج الناجحة عالمياً في بيئتنا العربية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!