ترك برس

بينما يجري رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" عددًا من الزيارات لأهداف سياسية واقتصادية إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي، يلتقي الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" هاتفيًا لمناقشة بعض القضايا العالقة في المنطقة وعلى رأسها القضية السورية وقضية محاربة "داعش".

أوردت وسائل الإعلام التركية بالأمس، 20 كانون الثاني/ يناير 2016، أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اجتمع هاتفيًا مع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، وذلك لترتيب لائحة القضايا التي سيتم مناقشتها بين الحكومة التركية ونائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الذي وصل إلى تركيا في 21 كانون الثاني 2016 في زيارة تستمر ليومين.

وذكر الجهاز الإعلامي الخاص برئاسة الجمهورية التركية، أن اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا الهامة على رأسها القضية السورية، وقضية محاربة "داعش" وغيرها من المنظمات الإرهابية، وتمدد حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" إلى الغرب من نهر الفرات والرد العسكري الحاسم الذي يمكن أن تتخذه تركيا للجم تحركات حزب الاتحاد الديمقراطي "التقسيمية" في شمال سوريا.

وأوضح الجهاز الإعلامي للرئاسة أن أوباما بدأ حواره مع الرئيس أردوغان بتقديمه لخالص التعزية لتركيا حكومة وشعبًا بسبب التفجيرات "الإرهابية" التي أصابت تركيا في ميدان السلطان أحمد في مدينة "إسطنبول" وفي ناحية شينار في مدينة "ديار بكر"، مؤكدًا أن التحالف التركي الأمريكي لمحاربة داعش وإرهاب حزب العمال الكردستاني سيستمر وسيشمل عددًا أكبر من المجالات التي من شأنها أن تقضي على الإرهاب بشكل كامل في المنطقة والعالم أجمع.

ويوضح الباحث السياسي "عبد الله سلفي"، الكاتب السياسي في صحيفة "يني شفق" والمُقرب إلى حزب العدالة والتنمية، أن الرئيس أردوغان أعرب عن امتعاضه الشديد من الهجمات التي تقوم بها روسيا في سوريا مستهدفةً التركمان والمعارضة المعتدلة، ومتغاضية عن داعش التي ادعت أنها قادمة للتدخل في سوريا، من أجل محاربتها والقضاء عليها، ولكن يبدو أن هناك أجل دعم النظام السوري والقضاء على المعارضة المعتدلة.

ويؤكد سلفي، في مقاله "تداعيات لقاءات أردوغان وأوباما"، نُشرت بتاريخ 20 كانون الثاني 2016، أن أوباما أبلغ أردوغان أنه بصدد إرسال نائبه "جو بايدن" للتشاور في هذه القضية وتباحث الحلول الممكنة للتوصل لحل مشترك في القضية السورية.

ويبين سلفي أنه على الرغم من محاولة أردوغان تأكيده تكرارًا ومرارًا على عدم وجود فرق بين حزب الاتحاد الديمقراطي وداعش، إلا أن الرئيس أوباما لم يؤكد على ذلك، واقترح تأجيل النظر في هذا الخصوص إلى الأيام المُقبلة، نظرًا لحساسية الأمر وحاجته إلى تباحث مباشر، وأكد أوباما لأردوغان أنه سيتطرق إلى الأمر في اجتماع قمة الأمن النووي التي من المزمع عقدها ما بين 31 آذار/ مارس إلى 1 نيسان/ أبريل في العاصمة الأمريكية "واشنطن".

ومن جانبه، يرى الباحث السياسي "رمزي دورموش"، في دراسته الأكاديمية "عوائق تطور العلاقات التركية الأمريكية"، نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز تركيا آسيا للأبحاث الاستراتيجية "تاسام"، أن العلاقات التركية الأمريكية في الفترة الحالية تُعاني من حالة جمود واضحة، خاصة في ظل ظهور عددًا من نقاط الخلاف بينهما فيما يخص القضية السورية. هذه النقاط تُعيق التوصل إلى علاقات استراتيجية بين الطرفين لحل القضايا العالقة في المنطقة.

ويتابع دورموش مبينًا أن أهم نقاط الخلاف من الطرفين؛ نظرة الطرفين لحزب الاتحاد الديمقراطي، ففي حين تقيم تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي على أنه حزب "إرهابي" ترى الولايات المُتحدة الأمريكية حزب الاتحاد الديمقراطي عنصر عسكري سياسي مهم لإحداث توازن على الساحة السورية ضد داعش، لذلك لا بد من دعمه سياسيًا ولوجستيًا لكي يتمكن من مجابهة داعش في أكثر من نقطة في سورية، وكما أن هناك خلاف جذري في قضية النظر إلى بقاء نظام الأسد أو زاوله، حيث ترى تركيا أنه من الصواب إزالة نظام الأسد بشكل كامل، لإيجاد حل جذري لما تعانه منه سورية، ولكن على الصعيد الأخر، ترى الولايات المُتحدة الأمريكية أهمية نظام الأسد كعنصر حل سياسي أساسي في القضية السورية.

هذه النقاط وغيرها من المُتوقع أن يتم مناقشتها بشكل حاسم أثناء لقاء الرئيس التركي ورئيس الوزراء مع نائب الرئيس الأمريكي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!