محمد حسن القدّو - خاص ترك برس

تأتي الزيارة القصيرة لأمير قطر إلى تركيا في هذه الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة من أحداث متسارعة وساخنة وخصوصا في المسألة السورية، أهمية استثنائية وبعدا جديدا في قراءة العلاقات المتميزة بين الأتراك والقطريين.

تختلف هذه الزيارة عن مثيلاتها السبعة التي قام بها أمير قطر في أقل من سنتين إلى تركيا، لأن الزيارات السابقة معظمها أو جميعها كانت معدة سلفا، وكانت كل زيارة تعني اتفاقا جديدا في طريق التكامل بين الدولتين إن جاز التعبير في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والعسكرية.

أما الزيارة الحالية الفجائية والقصيرة التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم إلى إسطنبول فإنها وإن كانت في ظرف استثنائي وكما نوهنا عنها، لكنها أعقبت زيارة قام بها وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية إلى العاصمة التركية أنقرة قبل فترة وجيزة وهو الذي كان يحمل حقيبة وزارة الخارجية قبل منصبه هذا والملم بكل أساسيات العلاقات التركية القطرية واجتماعه بالمسؤولين الأتراك بدأ برئيس الأركان التركي الفريق خلوصي أكار ووزير الدفاع عصمت يلماز ثم اجتماعه ولقاءه مع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وبحضور وزير الدفاع التركي وآخر لقاءاته كانت في قصر تشانكايا مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو وكانت كل تلك الاجتماعات مع كل المسؤولين مغلقة، ولم يتم الإفصاح عن ما دار في هذه الاجتماعات، إلا أن من المؤكد أن تلك الاجتماعات تناولت التنسيق الكامل بين تركيا وقطر في المجال العسكري بعد إفصاح السعودية عن نيتها بالتدخل العسكري في سوريا لمحاربة الإرهاب، وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي على زيارة الوزير لكن التمعن في زيارة الوزير وما أعقبه من زيارة الأمير يوحي بأن زيارة الوزير كانت تحمل أهدافا محددة أو أفكارا حول التنسيق العسكري بين البلدين، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن تسلسل لقاءات الوزير خالد العطية كانت تدل على أن التنسيق في المجال العسكري بين قطر وتركيا تمر في مراحله الفنية الدقيقة باعتبار أن أولى لقاءاته كانت مع الفريق خلوصي أكار وهو يشغل المنصب الفني والقيادي لكل صنوف الجيش التركي.

ومهما يكن من أمر الزيارة في توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين، فإنها تعطي لها ميزة التضامن الأخوي مع تركيا في هذا الظرف بالذات بعدما تعالت الاصوات المنافقة والمطالبة لتركيا بفتح حدودها لمرور اللاجئين السوريين في الوقت الذي تغافل فيه الكثيرين من التنديد بالغارات الروسية والسورية على مدن حلب وبلداتها والتي أدت إلى نزوح جماعي من هذه المدن باتجاه الأراضي التركية.

والجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤكد دائما في تصريحاته في تطابق وجهات النظر بين الحكومة التركية والقطرية في مختلف القضايا الإقليمية والدولية وهما يسعيان دائما إلى إيجاد الحلول المناسبة لها باعتبار أنهما يشتركان تاريخيا مشتركا وإرثا حضاريا مع كل أطراف المنطقة وأن الدورالتركي والقطري هو دور بناء وتنويري مهم لمعالجة مشاكل المنطقة بأفضل الحلول.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس