ترك برس

نور الدين توبجو أكاديمي ومفكر وفيلسوف تركي، ولد عام 1909 في عهد الدولة العثمانية، وتوفي عام 1975 في عهد الجمهورية التركية.

عائلته

وُلد نور الدين توبجو في إسطنبول عام 1909، لعائلة تركية تعود أصولها إلى مدينة "أرضروم" في شرقي تركي. أبوه أحمد أفندي تاجر حيوانات، خاض حرب التحرير كضارب للمدفع في مسقط رأسه الذي احتُل من قبل روسيا.

"توبجو" تعني ضارب المدافع، وقد لُقب والد نور الدين بذلك، لما أبداه من براعة ومهارة في استخدام المدفع خلال الحرب، وظل هذا اللقب ملازمًا له حتى أصبح اسم عائلته.

تعليمه

التحق توبجو في سن السادسة بمدرسة "بيزمي عالم"، ثم التحق بمدرسة "رشيد باشا" الإعدادية، ومنها إلى مدرسة إسطنبول الثانوية حيث حصل على الدرجة الأولى. لكنه لم يلتحق بالكلية الحربية أو إحدى الجامعات، فأرسله والده ليعمل أجيرًا لدى أحد الجزارين.

تخرج توبجو من المرحلة الثانوية وهو ذو شخصية انطوائية ومزاج صعب، ولكن اختلاطه بالعامة أكسبه شخصية اجتماعية مرحة.

لم يستطع توبجو إكمال تعليمه، لاشتعال حرب التحرير واضطرار والده للذهاب إلى أرضروم. وبعد انتهاء الحرب، عاد عاد توبجو وعائلته إلى إسطنبول، وفي عام 1928 دخل إلى اختبار المنح في أوروبا، وحاز على علامة عالية أكسبته فرصة للذهاب إلى فرنسا.

درس توبجو اللغة الفرنسية في مدرسة "موريس بلوندال"، وبعد دراسته للغة استمر في نفس المدرسة لدراسة علم النفس لمدة عامين. انتقل توبجو من مدرسة موريس بلوندال إلى جامعة ستراسبورغ ليلتحق بقسمي الفلسفة وتاريخ الفن. بدأ توبجو كتابته الفلسفية والاجتماعية وهو طالب في جامعة ستراسبورغ، وكان يرسل كتاباته إلى جمعية علم الاجتماع في إسطنبول، لتقوم بدورها بنشر هذه الأعمال التي باتت قيمتها ثمينة في الوقت الحالي.

قدم توبجو رسالة الدكتوراه الخاصة به في عام 1934، وكان أول طالب تركي يقدم رسالة دكتوراه في جامعة ستراسبورغ.

حياته العملية

عاد توبجو إلى إسطنبول عام 1934، وعُيّن عام 1935 مدرسًا لمادة الفلسفة في مدرسة غلطة سراي. وبعد حصوله على وظيفة التدريس، تزوج من السيدة فتحية بنت الفيلسوف العثماني التركي المخضرم "حسين عوني أولاش".

أمضى توبجو 4 سنوات من العمل في مدرسة غلطة سراي، إذ صدر عام 1939 قرار نقله إلى مدرسة إزمير الثانوية، وبينما هو مقيم في إزمير أصدر مجلة حركة الفلسفة عام 1939. تسببت مجلته بإثارة حفيظة الأجهزة الأمنية للدولة، لتناولها بعض المواضيع المتعلقة بالدولة العثمانية، والتي كانت محظورة حينذاك، وعلى إثر هذه المنشورات سُجن توبجو ونُفي إلى مدينة دينيزلي، وهناك التقى بالعالم الديني "سعيد نورسي" الذي وُصِف بمجدد روح الدين الإسلامي في تركيا، بعد المحاولات العديدة لطمسها من قبل مؤسسي الجمهورية التركية.

تابع توبجو محاكمة سعيد نورسي، وزاره في سجنه أكثر من مرة، وتأثر من فكره ومنهجه، وبدا ذلك جليًا في فرضياته الفلسفية التي يحاول من خلالها التوفيق بين الفلسفة الإغريقية والدين الإسلامي، وتأكيد الغلبة الإسلامية على الفلسفة الإغريقية.

عاد توبجو إلى إسطنبول وهناك بدأ العمل في مدرسة وفاء الثانوية، وانتسب إلى تكية عبد العزيز النقشبندية.

وفاته

تقاعد توبجو عام 1974، وهو في عمر 65 عامًا، ولم يلبث أن مرض في نيسان/ أبريل 1974، وفي 10 تموز/ يوليو 1975 ووافته المنية بعد صراع مع مرض لم يتمكن الأطباء حينها تحديده.

آثاره

توزعت آثار توبجو بين الفلسفتين الإغريقية والإسلامية، وقد قدم توبجو الفلاسفة المسلمين على الفلاسفة الإغريقيين قائلًا إن "الدرر العظيمة في التاريخ الإسلامي دُفنت للأسف الشديد، والواجب الأساسي للعالم الإسلامي هو ارجاع اللمعان لهذه الدرر التي كان بريقه في يوم من الأيام يشيع على شتى أنحاء العالم".

من أهم آثاره الثمينة:

ـ أخلاق العصيان.

ـ تركيا والغد.

- الإسلام والإنسان.

ـ نظام الأخلاق.

ـ إرادة الهدف.

ـ محمد عاكف.

ـ الفلسفة.

ـ الفتح الكبير.

ـ الأخلاق.

ـ الدولة والديمقراطية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!