ترك برس

تناول رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" موضوع السوريين الذين يدخلون إلى تركيا عبر الحدود في كلمة ألقاها على مسامع المواطنين الأتراك الـ46 الذين نجوا من قبضة داعش، وذلك خلال دعوتهم بصحبة عائلاتهم إلى القصر الجمهوري. وفي كلمته تلك تطرق إلى حادثة الفتاة السورية التي تعرضت لحادث اصطدام بسيارة في غازي عنتاب وردة فعل والدها المؤثرة على سائق تلك السيارة. حيث قال والد الفتاة:" لن نقدم شكوى بحقك، لأن تركيا فتحت لنا أبوابها".

استطاع تلفزيون "خبر 7" الوصول إلى والد الفتاة التي ذكرها أردوغان. وهو "نذير الحكيم" الذي يعيش في فرنسا. وقع الحادث في أثناء زيارة العائلة إلى تركيا التي عادت بعد الحادث مباشرة إلى فرنسا. لم يعرض الحكيم صور زوجته وابنته على الإعلام لأسباب شخصية. يعيش الحكيم مع عائلته في فرنسا وبعد بدء أحداث سوريا ترك زوجته وابنته في فرنسا لينضم إلى صفوف المعارضة السورية في تركيا.

يروي الوالد الحادثة مجيباً على استفسار مراسل "خبر7" عنها: "في مساء 6 نيسان/ أبريل كانت زوجتي وابنتي في عرس في غازي عنتاب، ولدى عودتهما اصطدمتا بسيارة فجرحت زوجتي في رأسها وابنتي في رقبتها، أما أنا فقد كنت في الفندق وسرعان ما نزلت ورأيت الحادث. ثم أتت سيارة إسعاف ونقلتنا إلى المشفى حيث بدؤوا بعلاجهم، وقدمت إفادة إلى الشرطة الذين ثبتوا محضراً وقاموا بالتحقيقات. سألتُ زوجتي وابنتي ماذا سنقول في المحضر".

اعتذر من السائق

"لم أفكر إلا بسلامتهم بعد الحادث، وبعد تجاوزهم مرحلة الخطر ذهبت إليهما للتشاور معهما. قالت لي زوجتي: "جزاء الإحسان لا يكون إلا إحساناً. تركيا استقبلتنا على أراضيها وساعدتنا".

"كذلك قالت ابنتي. فذهبت إلى السائق وقلت لن نقدم شكوى بحقك واعتذرت منه لأنني عطلته. وقلت إنني أشعر بالخجل من الشكوى على الأتراك الذين فعلوا الكثير من أجل السوريين".

سأله الصحفي هل قلت: "لن أشتكي حتى لو ماتت ابنتي؟"، رد الحكيم: "ليس بالضبط". لقد قلت: "مهما كانت النتيجة إنه تقدير رب العالمين، كان من الممكن أن تموت ابنتي ولكن حقيقة المسألة هي أن الشعب التركي استقبلنا، لذلك علينا ألا نحاسبهم إذا ما ارتكبوا خطأً معنا. كان العالم يتفرج علينا في حين وقفت الحكومة التركية والشعب التركي بجانبنا".

"أود أن أسألك لو كان لديك ولدان وقتل أحدهما الآخر على سبيل الخطأ هل كنت ستشتكي على الولد الآخر؟ نحن إخوة والإخوة لا يشتكي أحدهما على الآخر".

ولدى سؤاله: ماذا فعلت بعد سماع كلمة أردوغان؟ أجاب الحكيم: "لقد سمعتها من الإعلام. كلمني صديق عن الموضوع بالصدفة، قلت له إننا نحن هذه العائلة، وأريته محضر الشرطة. تفاجأ للغاية وقال إنهم يبحثون عنا منذ وقت طويل".

"سامحونا لو أخطئنا"

إنني أشكر الشعب التركي والحكومة والمعارضة التركية أيضاً. وأطلب منهم أن يسامحونا في حال ارتكبنا خطأ. إن امتحاننا صعب للغاية. أتمنى أن يبقى أردوغان بجانبنا وأشكره كثيراً.

أراد أن يدفع تكاليف تصليح السيارة

سأل الصحفي نذير الحكيم: لماذا أردت أن تدفع تكاليف تصليح السيارة التي ارتكبت الحادث؟

فأجاب: "لقد كان مجرد خطأ، اعتقدت أنه مجرد سائق للسيارة، وفكرت: إذا ما طلب يمكن أن أدفع تكاليف التصليح، خشيت أن يفقد عمله، لم يكن يقصد الإيذاء. رأيت فيه أخاً لي".

زوجته وابنته في حالة جيدة

يقول الحكيم: "زوجتي وابنتي بحالة جيدة بعد تجاوزهما المرحلة الحرجة، عادتا إلى حالهما قبل الحادث، ولا زالت زوجتي تتناول الدواء. وهما الآن في فرنسا".

ولدى سؤاله "ماذا ستفعل عندما تنتهي الحرب؟" قال: "أتمنى بعد نهاية الحرب ألا أكون بعيداً عن وطني. وأن تبقى علاقتنا جيدة مع تركيا لدرجة أن تلغى الفيزا بين البلدين. أوضاع السوريين سيئة للغاية. ساعدَنَا بعضُ العرب أما تركيا فقد فتحت لنا أبوابها. أشكرهم جميعاً".

إن مافعلته يفعله كل سوري

يقول نذير الحكيم: "لم يتكلم أردوغان عنا بالذات، لقد ذكر ما حدث معنا ولكنه تكلم عن السوريين على العموم. الكل يتحدث عما يشعر به. أي سوري كان مكاني كان سيتصرف بنفس النحو. لن ننسى خدماتكم للشعب السوري. إننا لا نتواجد في تركيا لإفساد المجتمع التركي. بل على العكس نريد توطيد علاقتنا بإخوتنا. أشكركم جميعاً".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!