أردان زنتورك – صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

بداية وحتى لا نضيع في معمعة النقاشات اليومية، دعونا نكتب تصريحات وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو التي وجهها للأمين العام للناتو في المؤتمر الصحفي، لأنها مهمة: "ليس هناك فرق بين الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، وتتم دعوتهم من قبل النظام من جبال قنديل. وتتكوّن الهيئة القيادية العليا حاليا في غالبها من تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي. المسؤولان عن الهجومين الأخيرين في أنقرة تم تدريبهم في مخيمات ومراكز الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية. هذه المنظمة فتحت مكتبا لها في موسكو. ورمزية ذلك واضحة. ولذلك، وبدلا من الاعتماد على هذه المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا، وكما قال السيد ستولتينبرغ فإن جهود الناتو والحلفاء وعبر تقوية وتعزيز القوات المحلية أكثر نجاعة واستدامة".

بلغة الدبلوماسية فإن تركيا تقول للناتو وبشكل واضح ما يأتي: "إذا كنتم وبذريعة محاربة داعش ستتعاونون مع منظمات إرهابية مثل العمال الكردستاني، تصرفوا كالدول العادية، تعالوا ولنتحمل المسؤولية بشكل جماعي يشبه التحالف والتفاهم".

لقد أخذنا الجواب من المشاهد التي نقلتها قناة فرانس 24 من منطقة الحسكة، حيث يقاتل الجنود الأمريكان والإنجليز والفرنسيون جنبا إلى جنب مع الاتحاد الديمقراطي.

واضح أن الإدارة الأمريكية، وفي حربها على داعش أخذت على عاتقها الاتفاق مع منظمة إرهابية أخرى. وحتى لو قتلوا بالسلاح الذي يأخذونه بعض الجنود من جيوش تحالف الناتو، فإنهم مستمرون في طريقهم ونهجهم .

في الواقع، أغلق الموضوع من ناحيتنا!

بعد الخمير الحمر (اتحاد الأحزاب الشيوعية الكمبودية)... العمال الكردستاني

إن الذين يعرفون تاريخ أمريكا مع الصراعات في المنطقة، ليسوا متفاجئين من اتفاقها مع العمال الكردستاني.

أمريكا، دولة عقدت اتفاقا مشابها مع منظمة الخمير الحمر والتي دخلت التاريخ بإبادة عبر قتل أكثر من ثلاثة ملايين مدني بريء مختلفون معها في الرأي في كمبوديا بين الأعوام 1975 و1979.

نتحدث عن الحقائق التاريخية المعاشة التي أنهت الإبادة الجماعية التي كانت بدعم السوفييت, بعد تأسيس نظام موال وقريب لها عبر هدم قيادة الخمير الحمر.

الاتفاق القذر من أجل منع التأثير والنفوذ السوفييتي في المنطقة، في إطار التعاون الذي أسسه بريغنيسكي مع الصين.

ألف تفاهم تكتيكي لطخت أيدي الصين بالدماء، التي أرسلت 15 ألف مستشار عسكري لمنظمة الخمير الحمر في أثناء الإبادة الجماعية.

أصبح بريغنيسكي متمما لعملية الدفع بدولة كمبوديا إلى أحضان الصين، التي بدأتها أوامر كيسنجر بقصف كمبوديا وبفضل قائد الإبادة الجماعية بول بوت، هذا كل شيء.

العمال الكردستاني، صار شبيها بمنظمة الخمير الحمر في ظل الحرب السورية، التطهير العرقي الذي قام به في المناطق التي سيطر عليها، ومهاجمة من لا يوافقه الرأي والتفكير من الأكراد، ثم ختاما تحوله إلى دمية لحرب الوكالة على الأراضي التركية.

إن زعيم الإبادة الجماعية بول بوت والذي عقدت أمريكا اتفاقا مع منظمته في إطار استراتيجية اقليمية وحارب من أجلها في فترة ما فحمته، مات في المنفى في منطقة غابات حدودية بين كمبوديا وتايلند، في ظل الحماية التايلاندية حليفة أمريكا عام 1998، ما الذي يجعلها تعقد اتفاقا مع من لم يقاتل لأجلها أبدا مثل العمال الكردستاني؟

الديمقراطية... حقوق الإنسان... العمال الكردستاني...

إن مساعي الحكم الذاتي التي يسعى إليها حزب العمال الكردستاني والتي تصطدم بجدار القوات الأمنية التركية، إن تحققت، فإن الأكراد في منطقة جنوب شرق البلاد يفهمون أن العمال الكردستاني سيقوم بمجازر إبادة كالتي قامت بها منظمة الخمير الحمر تماما، غير أن الإدارة الأمريكية تتظاهر بعدم الفهم.

وإلى جانب تقارير الخيانة وعناوين الصحف، فإننا نتحدث عن سلوك ظلامي جدا من وجهة نظر دولة تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي.

والسؤال الأساسي هنا، إذا كانت تدعم كمبوديا تحت حكم الخمير الحمر نكاية وفي مقابل الصين وروسيا، ففي مقابل من، ونكاية بمن يتم دعم دولة العمال الكردستاني التي تؤسس على أرض سوريا؟

عدتُ ونظرت في تصريح بريغنيسكي يوم 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2014: "يجب علينا أن لا نجعل الحرب على داعش حربا أمريكية، الوجود الأمريكي في سوريا فكرة سيئة، استمرارها يعني خلق اضطراب يمتد حتى أفغانستان وباكستان. إذا أظهر الأتراك ترددا في دخول هذه المعركة، فإن بإمكاننا دعم القوات الكردية في كوباني في هذا الطريق، وتوسيع وتكوين أنفسنا".

في اليوم الذي صرّح فيه بريغنيسكي بهذا التصريح، كانت دعوة دميرطاش للانتفاضة مستمرة، وكان يقتل من مواطنينا الأبرياء 46 شخصًا بذريعة كوباني.

فُهِم الموضوع...

والآن... ماذا سنفعل فيما يتعلق بمسألة قاعدة إنجيرليك... فلنناقش هذا...

عن الكاتب

أردان زنتورك

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس