محمود القاعود - خاص ترك برس

خلق الله الإنسان، وخلق له المنهج الذي يسير عليه، فإن انحرف وابتعد، استحق العقاب الدنيوي والأخروي، وإن طبق المنهج والتزم به، نال ثواب الدنيا والآخرة... ووقائع التاريخ تؤكد ذلك وتدعمه.

ولأننا بصدد الحديث عن تركيا... نضرب بها المثل... في سيطرتها علي العالم وقت أن رفعت راية لا إله إلا الله... محمد رسول الله، نحو خمسمائة سنة... وفي انكماشها وتبعيتها يوم ولّت وجهها شطر الغرب الصليبي الذي لا يُريد خيرا للإسلام والمسلمين.

استطاعت تركيا منذ قدوم حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002م، أن تفيق من الغيبوبة، وتعود لموقعها الذي يُعوّل عليه الكثير من المسلمين في أقطار الأرض، فنهضت بالاقتصاد والزراعة والسياحة والصناعة، وحققت ناتجا ماليا جعلها تتخلص من ربقة الديون واستعباد الأجندات الصهيو صليبية.

لم يرق هذا الاستقلال التركي  الجزئي، لأمريكا التي عمدت لإثارة القلاقل في بلد يعد النواة الصلبة للشرق الأوسط، بموقعه الاستراتيجي وبكثافته السكانية العالية المسلمة، فكان العقاب الأمريكي هو تنفيذ الانقلاب الصليبي الخؤون، في 15 تموز/ يوليو 2016م، الذي استهدف قتل الرئيس رجب طيب أردوغان، وقتل رمزيته في نفوس الأتراك، ومن ثم السيطرة علي البلاد والعباد من خلال أحد الجنرالات العملاء الذين تطهر الجيش التركي من رجسهم ودنسهم عقب المحاولة الانقلابية الإرهابية الدنيئة.

انقلب السحر علي الساحر، وجرت أكبر عملية تطهير في تاريخ تركيا، لدرجة جعلت أحد جنرالات أمريكا يفقد توازنه حيث صرّح  قائد عمليات المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي الجنرال جوزيف فوتيل، الجمعة 29 يوليو 2016م  أن "حملة التطهير في قوات الجيش التركي عقب محاولة الانقلاب قد تضر بالتعاون العسكري بين البلدين"، وهو ما يعني أن عملاء أمريكا أُطيح بهم، وأن خططها الاجرامية تحطمت علي صخرة صمود الشعب التركي الذي طالب بتطهير المؤسسات حفاظًا علي الحرية والكرامة.

أمريكا الآن تعيد تجميع قواها... فعقب تطهير الجيش، ستتجه حتما لمحاور أخري من أجل إثارة القلاقل في البلاد، وسيزيد دعمها للمنظمات الإرهابية  سواء بسوريا أو تركيا، وهي المنظمات التي تريد إنشاء الدولة الكردية، وأخرى تُريد الانقلاب علي السلطة الشرعية وضرب السياحة بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.

ومن هنا فإن على تركيا أن تقوم بفك ارتباطها بأمريكا، فأمريكا لا يأتي منها إلا المؤامرات والشر ولن تكون صديقا لدولة مسلمة مهما حدث، وهي الآن تستبق الخطوات التركية، بإنشاء قاعدة عسكرية لها في شمال سوريا تكون البديل العملي لقاعدة إنجرليك التركية، وتدير من خلالها خطة تدمير تركيا وحصارها.

وبالعودة لبداية المقال، فإن الالتزام بمنهج الله هو السبيل الوحيد للنجاة والخلاص "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس