ترك برس

رأى الكاتب الصحفي المصري أحمد يوسف، أن تركيا وتجربتها الفريدة أثبتتا أنه يمكن لهذه المنطقة المظلمة أن تُنير يومًا ما، وأنه ليس من المستحيل نهضة البلاد ووضعها في مصاف الدول المتقدمة، طالما توافرت الأسباب لذلك، مشيرًا أن "جُل المواقف التركية الأخلاقية، لا تدفعنا إلا للانحياز لهذا الشعب والوقوف إلى جانبه، مهما كانت الضريبة".

وقال يوسف، في تدوينة له نُشرت في مدونات الجزيرة، إن أقول إن ما نراه اليوم في تركيا من لوحة مشرفة ونصر حقيقي في الصراع بين الحرية والاستعباد، وبين الأنظمة العميقة الحاكمة في المنطقة والإرادة السياسية القوية التي يحميها الشعب، هذه اللوحة ليست نتاج سنة أو سنتين بل هي تاريخ حديث بدأ العمل فيه منذ ٤٥ عاما.

وأشار يوسف إلى أن التجربة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان لها ما لها وعليها ما عليها، لكن الدرس الذي نأخذه من هذه التجربة هو كيف يستطيع حاكم أن يفهم شعبه؟ ويفعل كل شيء مستهدفًا رضا شعبه، حتى في طريقة إلقاء ونوعية ومحتوى خطاباته التي تجعل شعبه يستمر في دعمه في استحقاقات انتخابية مستمرة لمدة 13 عامًا.

وأوضح أن الشعب التركي في طبعه شعب يحب الزعماء ويقتدي بهم ويقدس الزعيم القوي، كان رؤساء تركيا قبل أردوغان يقفون أمام رؤساء أمريكا أو أوربا مطأطئي الرؤوس، وكانوا في الاجتماعات الدولية في الصفوف الخلفية دائمًا، ومثال ذلك مشهد معروف لرئيس وزراء تركيا السابق أجاويد وهو يقف أمام الرئيس الأمريكي كلينتون مكتوف الأيدي وناظرًا للأسفل أمامه.

لكن أردوغان كان مختلفًا في هذا الأمر فهو يجلس بجانب أوباما واضعًا قدما على قدم، ويجعل رئيس فرنسا أسفل منه في الاستقبال الرسمي ردًّا على إهانته لتركيا. يقوم برفع علم تركيا من الأرض في اجتماع الأمم المتحدة ويضعه في جيبه، يقف في مؤتمر دافوس ويقول لبيريز "وان مينيت" ويترك الاجتماع، وهذه الأفعال تعبر عن الشعب التركي ويعتز بها المواطن العادي، كان لكل هذا تأثير على حب الأتراك لرئيس وزرائهم وعودة الثقة لدى الشعب في حاكمه بأنه حاكم قوي ذو تأثير يمثلهم.

ولفت الصحفي المصري إلى أن "خطاب أردوغان دائمًا ما يكون قويا مليئا بتفاصيل يهتم بها المواطن في حياته اليومية، يقسو فيه على المعارضة العلمانية والقومية، يتطرق دائمًا إلى تاريخ تلك الأحزاب التي لم تسهم في تطور تركيا وليس لديها اهتمام بمطالب المواطنين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!