ترك برس

اعتبر رئيس تحرير وناشر صحيفة "التيار" السودانية، عثمان ميرغني، أن تركيا تتحرك إزاء تطورات الموصل في العراق وحلب في سوريا مدفوعة بجملة من الأهداف.

وفي مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، قال ميرغني إن الهدف الأول يكمن في كون تركيا تريد الحد من نفوذ الأكراد وترى أنهم حققوا مكاسب كبيرة من الحرب على "داعش" والدعم الذي تلقوه من الغرب، وأنقرة كانت على الدوام متخوفة من حلم قيام دولة كردية، لا سيما أنه يوجد في أرضها أكبر عدد من الأكراد في المنطقة.

وأضاف: و"في هذا الإطار فإن تحركات أنقرة في معارك العراق وسوريا تبقى موجهة بالأساس لمنع تمدد الأكراد، وكذلك لضرب قواعد حزب العمال الكردستاني التركي الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية وتريد تحجيمه وكسر شوكته عسكريًا".

والهدف الثاني وفقًا للكاتب، أن أنقرة ترى أن إيران تعزز نفوذها في العراق وسوريا، وتشارك بشكل مباشر في الحرب الدائرة فيهما، وهو أمر مقلق لها بسبب التنافس الكامن بين البلدين.

وثالثاً، تشعر تركيا بقلق أمني نتيجة تدفق اللاجئين على أراضيها، إضافة إلى مخاوفها من العمليات الإرهابية سواء من "داعش" أو من حزب العمال الكردستاني، على حد قوله.

وأوضح أن "هناك أمر أخير، وهو أن تركيا إردوغان ترى أنه في ظل التنافس الإقليمي واشتعال الطائفية في المنطقة، فإن لديها دورًا تلعبه بوصفها بلدًا سنيًا كبيرًا، وخصوصًا إزاء أزمتي سوريا والعراق".

ورأى الكاتب أن هذه الحسابات التركية وضعت أنقرة في دائرة الاحتكاك مع روسيا وأميركا في وقت عادت فيه أجواء الحرب الباردة بين القطبين الدوليين، واحتدمت المنافسة بينهما.

ففي موضوع الأكراد هناك شد وجذب بين تركيا وحليفها الأميركي، إذ بينما تتحرك أنقرة لمنع تعزيز الأكراد لقوتهم ونفوذهم، وخصوصًا في المناطق المتاخمة لحدودها، فإن واشنطن تعتبرهم حليفًا أساسيًا في استراتيجيتها لمحاربة "داعش" وتمدهم بالسلاح والتدريب.

هذا الأمر أدى أحيانًا إلى "اشتباك" كلامي، وخصوصًا عندما كانت تركيا تهاجم مواقع الأكراد، بدلاً من مهاجمة مواقع "داعش".

وأشار إلى أن أنقرة وجدت نفسها أيضًا في مواجهة مع روسيا وصلت إلى حد الاشتباك الجوي في شمال سوريا. وعلى الرغم من أن الرئيس رجب طيب أردوغان سعى إلى مصالحة موسكو لاحقًا لتوجيه رسالة إلى واشنطن، فإن مصالحه وأهدافه تبقى متضاربة بشدة مع الحسابات الروسية.

وخلص إلى أن "هذه التداخلات كلها تزيد أزمتي العراق وسوريا تعقيدًا، وتجعل الأشهر القليلة المقبلة مرشحة لتطورات كبيرة، وخصوصًا في ظل ما يحدث في الموصل، أو في حلب التي يتوقع أن تشتد معاركها، وتتضارب مع المصالح التركية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!