ترك برس

على الرغم من مرور 4 شهور على محاولة الانقلاب الفاشلة، إلا أن الكثير من إشارات الاستفهام المتعلقة ببعض التفاصيل لا زالت تلوح في الأفق بحثًا عن إجابات شافية، ولعل أبرز إشارات الاستفهام تتعلق بالسبب الذي حال دون نشر رسالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأولى للجماهير، والتي كان من المُتوقع نشرها إبان ظهور الملامح الأولى لمحاولة الانقلاب.

يُجيب على هذا التساؤل الكاتب التركي "محمود أوفور" في مقاله بصحيفة صباح "ماذا حدث لرسالة أردوغان المرئية الأولى؟" بقوله إن رسالة أردوغان عبر الفيس تايم مع الصحفية في سي أن أن ترك "هاندا فرات" لم تكن الأولى بل سبقتها رسالة مصورة لم يحالفها الحظ في النشر الإعلامي، حيث استدعى الفريق الرئاسي عددًا من الصحفيين إلى مكان إقامته في مارماريس، وسجل رسالته الأولى مع هؤلاء الصحفيين، وبالرغم من انتظار نشرها بأسرع وقت ممكن فإنها لم تنشر.

وأوضح أوفور أن الرسالة تم تسجيلها بعد الساعة العاشرة والنصف، أي بعد إعلان رئيس الوزراء وجود محاولة تمرد أو انقلاب ببضع دقائق، مبينًا أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء ذلك أوضحه المدير العام لوكالة الأناضول "شانول كازانجي" الذي التقى بالكاتب في حفل افتتاح قناة تي آر تي وورلد.

أكّد كازانجي أن جميع وسائل الإعلام، وفي مقدمتها وكالة الأناضول، بذلت كافة جهودها للمساهمة في دحر هذه المحاولة، مضيفًا أن الهدف كان نشر جميع تصريحات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لتشجيع الجماهير للتصدي لمحاولة الانقلاب، إلا أن وسائل الإعلام لم تكن تعلم بأن الرئيس أردوغان يُقيم في مارماريس، الأمر الذي جعلنا غير قادرين على توفير فريق تصوير محترف ينقل تصريحاته ورسالته للشعب.

وأضاف كازانجي أن وكالته تلقت اتصالًا من مكتب الرئيس، "وعلى الفور طلبت الوكالة من الصحفيين المحليين التوجه إلى مكان إقامته وتصوير خطابه بفيديو يحتفظ ببعض الجودة، لكن لا يمكن إنكار النقص التقني العالي لفريقنا المتواجد في ناحية صغيرة كمارماريس".

ونوّه إلى أن الفريق الذي كان متواجدًا هناك أرسل فيديو قصير مصور عبر الهاتف الخلوي، ولكن جودته كانت منخفضة جدًا ولا تصلح للنشر إطلاقًا فالصوت كان غير واضح والصورة مشوشة، مضيفًا أن فريقه في إسطنبول حاول رفع جودة الفيديو عبر عدة تقنيات إلا أنه عجز عن جعله ملائمًا للنشر.

وأكّد أن وكالة الأناضول حاولت تلخيص هذه الرسالة وإرسالها لجميع وسائل الإعلام المشتركة معها، مبينًا أن نشر الفيديو كان يمكن له أن يكون أكثر تأثيرًا، حيث كان من الممكن أن يحرك الجماهير في وقت مبكر، إلا أن الوكالة رأت تقصيرًا من فريق التصوير وفريق تعديل الفيديو لذلك فتحت تحقيقًا شاملًا حول هذا التقصير.

وأوضح أوفور أن وكالة الأناضول لم تكن هي الوحيدة هناك، بل ذهب 12 صحفي من وكالات متعددة كإخلاص ودوغان وغيرهما، لنقل رسالة رئيس الجمهورية التي كان مفادها المختصر على النحو التالي: "هناك أقلية متمردة من القوات المسلحة تحاول فرض سيطرتها على مؤسسات الدولة. نحن نعلم أن الكيان الموازي هو من يقوم بذلك، لذا لن نسلم له ولن نتهاون في مجابهته والرد عليه بكل الوسائل المتاحة. أدعو الجماهير إلى الميادين، وأنا بدوري أيضًا سأتوجه إلى الميدان لنضع يدًا بيد ونلقنهم الدرس اللازم."

وأشار أوفور إلى أن مدة فيديو الرسالة كانت 7 دقائق، وفي ذلك الوقت قام مالك جريدة ييريل غوندام (الأخبار المحلية) "تامال إيرميك" بنقل الأحداث عبر فيسبوك بشكل مباشر، ولكن "ما هو السبب الذي حال دون مشاهدة وسائل الإعلام الكبرى لهذا الفيديو؟".

في لقائه مع أوفور، أكّد إيرميك أن الفيديو تمت مشاهدته من قبل 30 ألف شخص، وهؤلاء هم الأشخاص الأوائل الذين نزلوا إلى الميادين، مضيفًا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية والألمانية اتصلت عليه على إثر هذا الفيديو مباشرة، إلا أن وسائل الإعلام المحلية لم تره ولم تتصل عليه، الأمر الذي يثير إشارة استفهام جديدة مفادها لماذا؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!