عادل غور- صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

فجعنا مرة أخرى بخبر التفجيرات الإرهابية التي وقعت يوم الأحد في إسطنبول وأسفرت عن قتلى وجرحى، وفي البداية أسأل الرحمة لشهدائنا من الله عزوجل وأتمنى الشفاء العاجل لجرحانا.

هم يحاولون تركيع تركيا بكل الوسائل المتاحة وبكل أشكال الإرهاب ويظنون أنهم يستطيعون بذلك كسر عزيمة الشعب التركي، لكن هيهات هيهات أن يفتر هذا الشعب العظيم، هم لا يعلمون أن الشعب يتماسك ويتراص بعد كل محاولة إرهابية قذرة.

والبحث الذي قمنا به عن هذا الموضوع والذي نشر في صحيفة "ملييت" التركية يؤكد هذا الكلام، فكلما لجؤوا إلى الإرهاب وزادوا من وتيرته، كلما زادت الدولة التركية من دعمها لمكافحة الإرهاب حتى أن آخر الإحصائيات تفيد بأن نسبة الدعم هذه ارتفعت ووصلت لـ81 في المئة، وإن الشعب التركي يزداد دعما لدولته بعد كل عملية خائنة، وسيدعم دولته حتى النهاية في سبيل التخلص من الإرهاب.

يعي الشعب التركي أن محاربة الإرهاب لا تشمل فقط حدود الوطن الداخلي وحسب، بل تمتد إلى خارج الحدود وهذا يفسر سبب ارتفاع دعم الرأي العام التركي للعمليات خارج الحدود التي يقوم بها الجيش التركي، فالشعب يدرك استمرار هذه العمليات حتى جفاف مستنقع الإرهاب بالكامل.

وفي هذا السياق ازدادت الأصوات المعادية للاتحاد الأوروبي وأمريكا في الشارع التركي، ووفقا للداراسات التي قمنا بها منذ سنين فإن السبب الكامن وراء عداء الشعب لهما هو دعمهما الغير كافي لتركيا في مكافحتها للإرهاب، بل وتقديمها الدعم للتنظيمات الإرهابية.

قمنا باستطلاع للرأي حول ما يلي:

"هل تقوم التنظيمات الإرهابية بالعمليات الإرهابية من تلقاء نفسها، أم يوجد قوى أخرى خلفها؟"

فكانت النتيجة:

90 في المئة من المستطلعة آراؤهم يقولون "يوجد خلفها قوى أخرى"

وعندما طرحنا سؤال "من تكون هذه القوى؟"، كانت إجابات الأغلبية "أمريكا والاتحاد الأوروبي"، ومن الطبيعي أن تكون نتائج الاستطلاع هكذا بسبب مواقف الاتحاد الأوروبي الداعمة والمشجعة للتنظيمات الإرهابية بعد أحداث 15 تموز/ يوليو.

رغم تعالي أصوات الشارع التركي المطالبة بعداء هذه الدول إلا أن الحوار و بناء العلاقات الجيدة معها أمر مطلوب، لأن الكل يعلم مدى المصالح الناجمة عن التعاون السياسي والاقتصادي بينهم وبين تركيا، لكن الغريب في الأمر أن الدول الكبيرة لا تعي ذلك حتى الآن، فالعالم بأسره يرى أهمية تركيا من الناحية الإستراتيجية و بتعدادها السكاني الكبير من الفئة الشبابية.

ملخص ما سبق: إن استقرار وقوة تركيا في المنطقة له دور صمام الأمان ليس في المنطقة فحسب بل في العالم بأكمله، ونحن نأمل أن يستيقظ الغافلون من غفلتهم وإلا فإن تركيا ستقطع حبلها السري بنفسها دون الحاجة لأحد.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس