ترك برس - ديلي صباح

دخلت المجموعة الأولى من جنود البشمركة، بما فيها عشر مقاتلين ضمن مجموعة من 150 شخصاً من حكومة إقليم كردستان إلى مدينة عين العرب (كوباني) من محافظة شانلي أورفه جنوب شرقي تركيا يوم الخميس لصدّ تقدّم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ودعم مقاتلي قوّات الحماية الشعبية (YPG) في كوباني شمال سوريا. ويُنظر إلى YPG على أنّها الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني PKK. كما عبرت مجموعة تضم 200 مقاتل من الجيش السوري الحر بصمت إلى المدينة المحاصرة لمساندة قوات YPG يوم الأربعاء، فيما نقلت مصادر إعلامية أنّهم بدؤوا القتال ضد مقاتلي تنظيم الدولة.

وتستعد مجموعتان من مقاتلي البشمركة للانضمام إلى زملائهم الأكراد في كوباني، بعد أن يعبروا الحدود التركية إلى سوريا. كما وصلت قافلة تحمل أسلحة ثقيلة جاءت عبر البر إلى مدينة سوروج في شانلي أورفه والتقت هناك بقوات البشمركة الأخرى. ولا يزال وقت عبورهم الحدود غير واضح حتّى الآن. ووفقاً لمسؤولين أتراك وأكراد، فإنّ من المتوقع نشر عدد أكبر من المقاتلين خلال ساعات.

وكانت تركيا، العضو الضروري في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش)، قد تعرّضت لانتقاد شديد من وسائل إعلام دولية أكّدت أنّ أنقرة ترفض الوقوف في خط المواجهة مع داعش. في وقت سابق هذا الأسبوع، صرّح وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو بأنّ تركيا سمحت لقوات البشمركة بدخول كوباني من تركيا وفق مشروع القرار الذي وافق عليه البرلمان في 2 تشرين الأول/ أكتوبر لإظهار جهود أنقرة المستمرة وقف حصار داعش لكوباني. وبهذا التحرك تكون أنقرة قد دلّلت على أنّها لا تمتنع عن اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع سقوط كوباني بيد داعش.

تحوّل حصار داعش لكوباني إلى اختبار للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي بدأ تحركاً عسكرياً في وقت مبكّر من تشرين الأول الجاري لوقف تقدّم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقد شنّ التحالف أكثر من 150 غارة جوية على مقاتلي داعش الذين يحاصرون المدينة. ووفقاً لمسؤولين أمريكان، فإنّ الضربات قتلت مئات من مقاتلي التنظيم، لكن يبدو أنّ التحرك العسكري أو تمويل قوات الحماية الشعبية YPG كلاهما لم يُسفرا عن أي من النتائج المرجوة.

معظم المقاتلين الذين يحاربون داعش في كوباني هم أعضاء في قوات الحماية الشعبية YPG التابعة للفرع السوري من حزب العمال الكردستاني PKK، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD. ولذلك أبدت تركيا بعض التحفظات على تمويل الولايات المتحدة لقوات YPG في سوريا.

كانت أنقرة معارضة بشدة لدعم ما كانت تراه منظمة إرهابية بالنظر إلى أنّ الأسلحة التي قد تُقدّم إلى المنظمة من الممكن أن توجّه ضدّ تركيا في ظروف أخرى. وبعد تقييم المخاطر بدأت تركيا تبحث عن وسائل بديلة للمساهمة في التحالف المعارض لداعش مثل اقتراح دعم الولايات المتحدة الأمريكي بشكل رسمي جيوشاً معترفاً بها مثل البشمركة من إقليم كردستان شمال العراق والجيش السوري الحر بدلاً من YPG وPYD.

حزب الاتحاد الكردستاني PKK يُعدّ منظمة إرهابية بنظر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقد رفع السَلاح في وجه الدولة التركية في ثمانينات القرن الماضي من أجل إقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا. وأنقرة لا تفرّق بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري PYD وبين YPG وبين حزب العمال الكردستاني PKK، فهي تعُدّ حزب الاتحاد الديمقراطي PYD منظمة إرهابية كذلك.

اتّهم نظام الأسد تركيا أمس في بيان له بانتهاك السيادة السورية بعد سماح أنقرة لمقاتلي البشمركة والجيش السوري الحر بدخول مدينة عين العرب (كوباني) من مدينة سوروج التركية.

وقال البيان في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية: "إنّ سوريا تدين وترفض هذا السلوك المشين من قبل الحكومة التركية وأعوانها الذين كانوا مسؤولين عن الأزمة السورية منذ البداية".

على الرغم من قيام النظام السوري بقتل اللآلاف وتشريد الملايين من السوريين، فإنّه دأب على تحميل تركيا والولايات المتحدة ودول الخليج مسؤولية الحرب المُستعرة في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية.

وصول قوات البشمركة والجيش السوري الحر إلى كوباني سيوفر دعماً عسكرياً مهمّاً للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المدينة. وعلى الرغم من تحفّظات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وموقفه البارد تجاه وصول هاتين المجموعتين، فإنّ المجموعات الكردية في سوريا تبدو أكثر وحدةً في وجه تنظيم الدولة، الذي يَعُدّونه التّهديد الأكبر منذ اندلاع الفوضى في المنطقة. ويرى خُبراء في المنطقة أنّ التّنافس بين الجماعات الكردية المُختلفة سياسياً سيستمر في حال نجاحهم في كسر حصار داعش.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!