جيرين كينار – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس

موقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من حزب العمال الكردستاني معروف. لا يخفى على أحد أن الحزب الذي يضعانه على قائمة المنظمات الإرهابية من جهة، ويوفران له الدعم العسكري والسياسي عبر طرق مختلفة، ويضفيان على هذه المنظمة البربرية المشروعية من جهة أخرى.

دعم الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وإقامة حزب العمال الكردستاني مظاهرات له وحصوله على التمويل في العواصم الأوروبية لا يمكن أن يدخل بأي حال من الأحوال في إطار تعامل الحلفاء مع بعضهم، ولا في خانة أي سياسة أمنية. وبلدان الاتحاد الأوروبي، التي تزج في السجون من ينشر تدوينات تمجّد تنظيم داعش، لا ترى حرجًا في السماح لحزب العمال الكردستاني أن يستعرض عضلاته في عواصمها.

هذا الوضع واضح لدى الشارع التركي. وسياسة الكيل بمكيالين المتبعة من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه حزب العمال الكردستاني هي واحد من أهم الأسباب الكامنة وراء الموجة المناهضة لأوروبا في الآونة الأخيرة في تركيا.

ليس هناك أبدًا ما يسوغ توفير الدعم لمنظمة وحشية قتلت المدنيين في عاصمة أحد البلدان الأعضاء في حلف الناتو، ونفذت تفجيرات في إسطنبول، وحولت محافظات جنوب شرق تركيا إلى خراب. هذا الأمر لا يمكن تبريره بحقوق الإنسان، ولا بالديمقراطية، ولا بالأخلاق.

إلى هنا والمشهد في غاية الوضوح.

لكن ينبغي علينا ملاحظة أن الدعم المقدم لحزب العمال الكردستاني ليس حكرًا على الغرب!..

وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، أدلى بتصريح هام قبل أيام، قال فيه: "المسؤولون الروس لديهم مقاربة لا يعتبرون حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيمًا إرهابيًّا بموجبها. وروسيا رسميًّا لا تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. لكننا نواصل شرح مدى خطورة حزب الاتحاد الديمقراطي على المنطقة لنظرائنا الروس والأميركان. ونقول لهم إنه ربما يتم تطهير المنطقة من داعش إذا أقيم تعاون مع حزب الاتحاد؛ لكن هناك خطر الدخول في دوامة من الفوضى أكبر بعد داعش..".

كما أن التعاون القائم بين إيران وحزب العمال الكردستاني معروف للجميع. بل إن قادة الحزب أنفسهم أعلنوا عن هذه العلاقة. وذكر مراد قره يلان، أن إيران طلبت من قادة الحزب في معسكرات قنديل عدم إلقاء السلاح، خلال عملية السلام الداخلي في تركيا.

إذًا لا يأتي الدعم الدولي لحزب العمال الكردستاني من الغرب فقط. فهناك دعم أيضًا يوفره لاعبون، يبدو في الظاهر فقط أنهم معارضون للغرب في قضايا معينة، كروسيا وإيران وحكومة بغداد.

وهذا ما يزيد من صعوبة الوضع بالنسبة لتركيا. فالكادر القيادي لحزب العمال الكردستاني، ليس لديه النية في إلقاء السلاح. والسبيل الوحيد لإجباره على ذلك هو الضغوط الدولية.

فكيف لحزب العمال الكردستاني أن يتعرض لمثل هذه الضغوط، وهو يحصل على الدعم من الغرب، ومن اللاعبين الآخرين على الساحة الإقليمية؟ وفوق ذلك هناك من يربت على كتفه تشجيعًا له، وهذا ما يعقد مهمة تركيا بطبيعة الحال.

حزب العمال الكردستاني هو منظمة يستخدمها اللاعبون على الساحة الشرق أوسطية خصوصًا، بالوكالة في مواجهة كل حملة تقدم عليها تركيا.

والحزب سيواصل لعب هذا الدور بدعم من الغرب ومن الشرق على حد سواء...

عن الكاتب

جيرين كينار

كاتبة في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس