أحمد جلال - خاص ترك برس

لمصلحة من يتم إشعال نار الفتنة الطائفية فى مصر؟!، ولمصلحة من يتم تفعيل سيناريو تقسيم مصر بعمل دولة مسيحية فى غرب مصر؟!. من سياق الأحداث التاريخية نجد أن القوى العظمى لن تكتفى بزرع جسم غريب فى فلسطين فقط لفصل العالم الإسلامي والعربي عن بعضه البعض، ولكنها تريد أيضًا إشغال العالم الإسلامي أيضًا عن الدولة اليهودية وما يحدث فيها من استيلاء على الأراضى الفلسطينية بالقوة وضمها إليها والتمهيد لإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وكذلك عن ما يحدث من تطورات على صعيد العراق والشام وفلسطين بدولة مسيحية أخرى فى غرب مصر وحتى يسهل إيجاد ذريعة للتدخل من جانب القوى العظمى بجيوشها علنًا فى قلب العالم الإسلامي والعربي لحماية الدولتين الدينيتين الناشئتين، بحجة حماية الأقليات الدينية.

لا أجد تفسيرًا آخر أيضًا سوى أن القوى العظمى وتعويضًا عن فشل الإمبراطورية البرتغالية فى كثلكة شمال أفريقيا من المغرب إلى مصر عن طريق تصدى الإمبراطورية العثمانية للإمبراطورية البرتغالية وتحجيمها ومنعها من تنفيذ هذا السيناريو، تحاول القوى العظمى إنشاء دولة مسيحية غرب مصر لإعادة الكرة مرة أخرى.

والشعب المصرى بوعية كأقباط ومسيحيين أعتقد أنه سوف يحبط هذة المخططات المضادة للفطرة السليمة، فمنذ قديم الأزل يعيش المسلم والمسيحي واليهودي وغيرهم فى وادي النيل دولة واحدة لا فرق بينهم، فلماذا تسعى الدول العظمى لإنشاء دول دينية محضة مع ما لهذا من محظورات، حتى الولايات المتحدة الأمريكية دستورها لا ديني وترفض أي تمييز على أساس اللون والعرق والدين لديها، فلماذا تسعى لتصدير سياسة الفصل العنصرى المبنية على أساس ديني لنا بإنشاء دول دينية جديدة مع ملاحظة أنه "منعًا للخلط حتى فى أوج الخلافة الإسلامية كانت جميع الأديان مسلم مسيحي يهودي وغيرهم يعيشون تحت ظلها بلا تفرقة"، وخاصة بعد فشل سياسة الفصل العنصري (الأبارتايد) فى جنوب أفريقيا وإسرائيل كأحسن أمثلة لدينا فى العهد الحديث، ولماذا يراد إنشاء دول للتمييز العنصري فى منطقة الشرق الأوسط؟! وخاصة أننا قد وجدنا أو علمنا أن الدولة اليهودية الدينية المحضة تمارس الضغوط والفصل العنصري والتفرقة على أساس الأديان والعرق واللون، وتمت تحذيرات من جانب الأمم المتحدة بهذا الخصوص وقد كشفت عنة السيدة ريما خلف الأمين العام التنفيذي للإسكوا المستقيلة، بل قد وصلت التحذيرات لبعض الدول العربية إلى عدم الإجتماع مع الكيان الصهيوني خشية أن تقع هذة الدول تحت طائلة الدول التى تشجع الضغوط والفصل العنصري (الأبارتيد).

إن وقوع هذة التفجيرات بهذة الحدة فى كنيستين بمحافظتين كبيرتين جدًا فى مصر كطنطا والأسكندرية والعدد الكبير من القتلى جراء الانفجارات خاصة بعد إجتماع ترامب السيسي، لهو مؤشر خطير على اتجاهات السياسة الأمريكية فى مصر.

وكما أن القيادة التركية قد حذرت مرارًا وتكرارًا من لجوء الغرب إلى فرض التقسيم بالقوة، بعد إجتماع بابا الفاتيكان وزعماء أوروبا، وبعد توقف قدرة تركيا مؤقتًا على الإستمرار فى إنشاء المنطقة العازلة فى سوريا، ورفع علم كردستان فى العراق، فلا أجد التفجيرات فى مصر إلا تجاهلًا للتحذيرات التركية من قبل القوى العظمى وأنها تسير فى طريق التقسيم بالقوة وهذا ما سيؤدى لإشعال نار الفتنة والحرب الطائفية فى الشرق الأوسط ككل، وهنا لابد من العودة للمباحثات التركية الأمريكية مجددًا، لبيان وتوضيح وجهة نظر تركيا كراعى تاريخى للسلم والأمن الدوليين فى الأحداث الدائرة فى منطقة الشرق الأوسط وتذكير الولايات المتحدة بدورها كقوة عظمى حالية ينبغي لها خدمة السلم والأمن الدوليين والسلام العالمى، وعدم الإخلال بالتوازن والتناسق الدولى، وتذكيرها بمقولة السيد كيسنجر "Kissenger" ورأيه فى الحرب العالمية الأولى أنها "أكبر جناية، أكبر ذنب إنساني، قضى على التوازن والتناسق الدولي" وكان وصفًا فى محله.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس