د. إبراهيم عبد الله سلقيني - خاص ترك برس

سمعنا عن الزنا بالأجرة بأثمان باهظة، وسمعنا عن زواج المتعة بأثمان رخيصة لأهداف دينية وسياسية ودعوية لنشر الدين الشيعي حول العالم، ولهذا خلافه الفقهي المعروف بين السنة والشيعة...

لكننا اليوم أمام تمتع سياسي مثير للغاية، ورقص على كافة الأنغام والأوتار الطائفية على مستوى العالم الإسلامي قاطبة...

التمتع الجسدي زاد أتباع الدين الشيعي حول العالم، وكان محط استقطاب للسياسيين والمفكرين والإعلاميين من جنسيات وأطياف وطوائف مختلفة، تزداد اتساعاً كلما اتسعت شريحة الأجساد المعروضة بالمجان، وهذا أمر اجتهادي فقهي لا يهمنا كما ذكرنا سابقاً...

لكن التمتع السياسي كان سبباً لحروب طاحنة في المنطقة؛ جعلت بعض السياسيين يعيشون بين تجاذبات التمتع الجسدي الذي عاشوا أحداثه، وبين التمتع السياسي الذي قارب على إزالة كراسيهم والإطاحة بعروشهم، وربما تثبيتها، فمن يدري؟!!

هذا التمتع السياسي برقصاته الطائفية العنيفة مع أمريكا وبريطانيا ثبت وجوده بعنف في العراق، فأدى إلى شيوع الفساد المالي والسياسي، ودمارها بشكل شبه كامل، لدرجة بدأت بتنفير الشيعة أيضاً، وليس فقط السنة!!

هذا التمتع السياسي مع روسيا تسبب في أكبر مجازر عرفها العصر في سوريا ضد شعب أعزل، مما كبح جماح التمدد الشيعي العالمي الجارف، وشوه سمعته حول العالم، وأصبح موضع ريبة، بعد أن كان حسن نصر الله والأسد وإيران أبطالاً للمقاومة، وسداً منيعاً في وجه الشيطان الأكبر أمريكا، ليظهر العكس تماماً...

هذا التمتع السياسي مع بريطانيا حرك القلاقل والحروب في البحرين واليمن، على أمل زرع مركز للتمتع السياسي داخل الخليج العربي، ليتوسع لاحقاً بشكل تدريجي عن طريق التمتع الجسدي والسياسي معاً...

هذا التمتع السياسي الذي وقف مع الحكم العسكري في مصر، ولم يُخْفِ خلفه نشاطاً مكثفاً لحلقات التمتع الجسدي فحسب، بل أظهر الوقوف الصريح لإيران مع جميع الثورات المخابراتية المضادة للشعوب ورغباتها، ولتظهر وجهها الكالح بوضوح!!

لنصل إلى السؤال الجوهري والمهم:

ما هي أطول مدة يمكن أن تثبت فيها راقصة على منصة الرقص، وهي تمارس كل هذه الرقصات الطائفية العنيفة والمقيتة على المسرح العالمي؟!!

وهل ستصمد كثيراً في صد أيدي المتمتعين الدولية؛ الشرقية والغربية، والتي ما عادت تكتفي بالرقص بعد أن أثارتهم إيران كثيراً، وأقنعتهم أنها البوابة الوحيدة للعهر الغربي والشرقي في المنطقة؟!!

وهل ستتمكن إيران من ترتيب دور وأدوار المتمتعين بها سياسياً؟!!

وماذا ستفعل لإضعاف الدور التركي الذي يفسد عليها زبائنها، ويقنعهم بأن حركاتها لم تعد مثيرة كالسابق، وأنها أصبحت عاجزة عن الوفاء بما وعدتهم بفعله بعد تشوه صورتها العالمية، وأن الرقص الطائفي لم يعد مثيراً كالسابق، بل أصبح مقززاً ومنفراً ومثيراً للاشمئزاز، وبالتالي فهو لا يؤدي الدور السياسي المطلوب منه كما يجب كما كان حال إيران سابقاً؟!!

الإجابة عن هذه الأسئلة كفيلة بتحديد مستقبل إيران السياسي في المنطقة، وبالأخص إذا منعت أحد المتمتعين الدوليين من التمتع الكامل بعد أن أخذت هي أجرتها كاملة!! ثم تعارضت مواعيد المتمتعين الدوليين ورغباتهم السياسية!!

ويبقى على تركيا واجب العزف على ألحان المتمتعين الدوليين لتترك السياسة الإيرانية عارية تماماً أمام حقيقتها؛ فلا هي حصلت متمتعين دوليين، وانفضح دورها السياسي فخسرت المتشيعين الذين كانت تجتذبهم على أنغام "الثورة الإسلامية"، بعد أن صنفت نفسها مع الثورات المضادة!!

وإيران اليوم بين مرارتين: التخلي عن بعض مطامعها في سوريا لصالح تركيا والدول الأخرى، والصمت المطبق إلى حين استعادة سمعتها السابقة بين الشعوب المسلمة العاطفية والسريعة النسيان، أو الإصرار العنيف على مواقفها الحالية والحكم على نفسها بنفسها بالفناء السياسي والديني!!

فما الذي ستختاره يا ترى؟!!

وأعتذر عن الإيحاءات الجارحة، لكن هذه حقيقة السياسة الإيرانية في زماننا للأسف!!

عن الكاتب

د. إبراهيم عبد الله سلقيني

دكتوراه في الفقه الاجتماعي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس