ترك برس

رأى خبراء ومحللون سياسيون أن الأكراد في تركيا تحرروا من ضغوط حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المحظور وجناحهِ السياسي حزب الشعوب الديمقراطي، وأكدوا أن نتائج الاستفتاء الأخير وميل الشارع الكردي للتّصويت على التعديل الدستوري؛ يؤكد نجاح سياسة الحكومة التركية.

وقال المحلل السياسي التركي جنكيز تومار، إن تأييد الأكراد للتعديلات الدستورية يؤكد أنهم فقدوا الأمل في حزب الشعوب الديمقراطي و"جناحهِ المسلح" حزبُ العمال الكردستاني، خاصة بعد تخليه عن الحل السياسي مع الحكومة، ولجوئه لتصعيد الأعمال المسلحة في البلاد.

وأوضح تومار، خلال حديثه لموقع "عربي21"، أن الشعب الكردي تحرر من الضغوط التي كانت تمارسها القيادات الكردية التي أودعت السجن، وانعكس ذلك على نتيجة التصويت بالاستفتاء.

وأشار المحلل السياسي التركي إلى دور التحالف القائم بين حزب الحركة القومية والعدالة والتنمية الحاكم، مؤكدا أن الحملات التي قام بها الحزبان لحث الأكراد على التصويت بنعم، "آتت أكلها".

بدوره، أكد المحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا أن العنف الذي يمارسه حزب العمال الكردستاني انعكس إيجابا على التصويت بنعم على تعديل الدستور، باعتبار أن الشعب الكردي بمجمله مسالما ولا يرى في العنف طريقا لنيل الحقوق.

ورأى ياشا أن هناك تراجعا ملحوظا في نسبة التأييد لحزب الشعوب الديمقراطي، ورفضًا لسياساتِه المعادية للسلام في البلاد، الأمر الذي انعكس إيجابا على نسبة التصويت لصالح التعديلات الدستورية، حسبما نقل "عربي21".

وأضاف: "سكان المناطق الكردية يجدون أنفسهم تحت ضغط سلاح حزب العمال الكردستاني، وكلما رفع عنهم هذا الضغط؛ يعبرون عن رأيهم وإرادتهم بحرية، وهو ما سيؤدي إلى إعطاء ثقة أكبر في أداء الحكومة، ويؤشّر إلى أن سكان تلك المناطق مع الاستقرار والسلام في البلاد، ومع التعديلات الدستورية أيضا".

وعن الدور الرسمي تجاه التقارب مع الأكراد قال ياشا: "الحكومة التركية بدأت منذ فترة تعقد لقاءات مع قيادات كردية معتدلة من كافة المناطق والأطياف، وهي تسير باتجاه تعزيز العلاقات بما يخدم مصلحة البلاد والأكراد معا.

واعتبر المحلل التركي أن نتائج الاستفتاء وميل الشارع الكردي للتّصويت على التعديل الدستوري؛ يؤكد أن سياسة الحكومة ناجحة وأن حزب الشعب الجمهوري لا يمكن أن يحتكر تمثيل الأكراد".

في سياق متصل، رأى الكاتب والباحث المتخصص في الشأن التركي سعيد الحاج، في مقال له، أن الحكومة التركية تسير مؤخراً وفق رؤية متعددة الأبعاد فيما يتعلق بقضيّتها الكردية الداخلية ترتكز على مواجهة حاسمة للعمال الكردستاني عسكرياً، وخلق مسافة بينه وبين حاضنته الشعبية، والتفريق في الخطاب والممارسة بين "الأكراد" و"الإرهاب"، ودعم إيجاد بدائل ومنافسين له - أحزاباً ومؤسسات وأفراداً - في الساحة الكردية.

هذا فضلًا عن إدامة المشاريع التنموية في تلك المناطق، والتّعاون مع حزب الدعوة الحرة "هدى بار" الكردي ومسَعود بارزاني رئيس إقليم كردستانِي العراق وغريم الكردستاني التقليدي، فضلاً عن منع/تأخير تقدم المشروع السياسي الكردي في الشمال السوري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!