ترك برس

قال المحلل السياسي الروسي، إيغور سوبوتين، إن الميليشيات الكردية في مدينة عفرين في شمال سوريا تأمل أن تتفاعل روسيا مع الحملة العسكرية التي تخطط لها تركيا لطردهم من المدينة، مشيرا إلى أن خبراء روس يرون أن إضعاف الأكراد مفيد لكل من أنقرة ودمشق.

ونشر سوبوتين مقالا في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تناول فيه احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا. ونقل عن صحيفة "يني شفق" التركية أن القوات التركية تخطط بالتعاون مع الجيش السوري الحر للتقدم نحو مدينة تل رفعت ومطار منَّغ العسكري اللذين تسيطر عليهما الوحدات الكردية.

وتشير الصحيفة إلى أن "من المنتظر نشوب معارك ضارية خلال الأسبوعين المقبلين للاستيلاء على هذين الهدفين الاستراتيجيين في المنطقة". فقد رُصدت حالات إطلاق النار بين القوات التركية والأكراد في المنطقة.

وقال عضو المجلس الوطني لكردستان فرهاد باتييف، في حديث إلى الصحيفة الروسية "يبدو أن تركيا تخطط للسيطرة على عفرين، وعلى الرغم من صداها المدوي، فإن ذلك لا يقلق أردوغان، مضيفا أن سكان عفرين يستعدون لأسوأ الاحتمالات".

ووفقا لباتييف، فإن أكراد سوريا ينتظرون من روسيا مساعدة فعلية. وقال: "إن الأكراد يأملون أن تساعد روسيا في تحقيق مشروع فدرلة سوريا، عبر إيجاد لغة مشتركة مع الولايات المتحدة بهذا الشأن".

من جانبهم، يشير خبراء في روسيا إلى أن إضعاف الأكراد مفيد لأنقرة ولدمشق، ويقول رئيس قسم دراسة النزاعات الشرق أوسطية في معهد التنمية المبتكرة أنطون مارداسوف إن "هناك قوة كافية للصمود، وقد أخفقت محاولات تركيا السابقة للسيطرة على تل رفعت اعتمادا على المعارضة السورية. والسؤال الآن هو عن القوات التي ستشن بالعملية. فإذا كانت قوات تركية فإن ذلك سيعقد وضع المدافعين عن المدينة".

وأضاف مارداسوف أن "تركيا سيطرت على الطرق في المنطقة قبل حين. وعلاوة على ذلك، فإن الشيء نفسه تقوم به القوات الحكومية السورية تقريبا. أي قد تبدأ القوات الحكومية الهجوم بهدف الاستيلاء على جزء من الأراضي في عفرين".

ويشير مارداسوف إلى أن التشكيلات الكردية في عفرين هي ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي تهاجم الرقة، وهذا يعني أن "الهجوم على عفرين قد يثير رد فعل قويا من جانب الأكراد، وقد يتوقفون عن مهاجمة الرقة والطلب من الأمريكيين عمل شيء ما."

من جانبه استبعد الباحث في المعهد الملكي الموحد للدراسات الدفاعية (RUSI) مايكل ستيفنز، أن تهاجم تركيا عفرين، لأن ذلك سيجر روسيا إلى النزاع، ولذلك سيكون تركيز القوات التركية حول تل رفعت والبلدات المحيطة بمدينة أعزاز أكثر عقلانية.

ورأى ستيفنز أن إطار العملية سيكون محددا، لأنه ليس من السهل مهاجمة عفرين بسبب تضاريس المنطقة، على حد قوله.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!