ترك برس

قال سفير تونس السابق في الدوحة، أحمد القديدي، إن قطر ومنذ تولي الشيخ حمد بن خليفة، وبعده الشيخ تميم بن حمد، انحازت لرؤية منسجمة مع تطور الفكر السياسي وهي رؤية تركيا الجديدة نفسها في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي كرست قوى عالمية وإقليمية جهودها بالمال والمكائد لإسقاطه.

وفي تقرير تحليلي نشرته صحيفة "الشرق" القطرية، أشار القديدي إلى أن الأسباب الحقيقية في حصار دولة قطر هو التناقض في التعامل مع العصر ومع تطلعات الشعوب (العربية والخليجية) إلى الحريات العامة والحقوق الأساسية.

واستدرك بقوله: "لأن قطر ومنذ تولي سمو الشيخ حمد بن خليفة دفة الحكم وتأسيس قناة الجزيرة واستمرار تلك العقيدة الحضارية مع نجله سمو الشيخ تميم، انحازت لرؤية منسجمة مع تطور الفكر السياسي وهي رؤية تركيا الجديدة نفسها منذ استلام رجب طيب أردوغان مقاليد الجمهورية".

وأضاف: "بالطبع كرست قوى عالمية وأخرى إقليمية جهودها بالمال والمكائد لإسقاط أردوغان الصيف الماضي (المحاولة الانقلابية الفاشلة)، ولم تنجح مؤامرة قلب النظام بفصيل من الجيش. بل سجل العالم مدى شعبية الرؤية الأردوغانية ومدى التفاف الجماهير حوله، وأثبتت تركيا للعالم أنها أقوى جأشا وأكبر شرعية وأصدق تصورا من أي جهة معادية".

وتابع: "اليوم حين تتعرض دولة قطر إلى حصار جائر بغرض إنهاكها فهي تؤكد للعالم أيضا أنها تتعامل مع الأزمة بحكمة واحترام للقانون الدولي، وسعي للحوار الحقيقي أي الذي يدور بينها وبين شقيقاتها دون لي ذراع أو اعتداء على السيادة وحرية القرار".

وأشار إلى أن بعض قادة الخليج ارتكبوا خطأ تاريخيًا بارتجال واضح "دون تقدير عواقبه التي يصعب أن نتنبأ بها والتي من شأنها أن تحول مصير الخليج كله من أيدي الخليجيين إلى أيد أجنبية أو معادية أو مستفيدة، دون أن يقدر جيل قادم من أبناء الخليج على تصحيح ذلك الخطأ أو العودة لسالف الأوضاع".

وشدّد الدبلوماسي التونسي أن "الأمل الوحيد هو أن تنفرج الأزمة بإرادة الجميع حين يقررون أن ما يجمعهم أعظم مما يفرقهم، وحين يدرك الذين ظلموا قطر أنهم انطلقوا من باطل وأن وحدة خليجهم هي الدرع الواقي من الفوضى. وأن المستقبل تصنعه أجيال شابة قادمة من أرحام الخليج لا ترى العالم بعيون الجيل الراهن".

وقال: "نحن جميعا نلِد من صلبنا جيلا ليس بالضرورة متبعا لمنهجنا ولا يخضع قسرا للضغوطات ذاتها التي ربما خضعنا لها عن حسن نية، فهو جيل خلقه الله لزمن غير زماننا. فالتضاد الحقيقي والجوهري هو بين رؤية متقدمة تستشرف المصير وتستبق الأحداث ورؤية متخلفة تتشبث بأوهام العصر الماضي وتحاول إيقاف سيل النهر الحضاري المتدفق القوي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!