ترك برس

شهدت تركيا يوم أمس حملة اعتقالات واسعة ضدّ عناصر تنظيم الكيان الموازي الذي يتزعّمه فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسيفانيا الأمريكية والذي حاول الانقلاب على الحكومة الشرعيّة من خلال أحداث 17/25 كانون الأول من العام 2013.

وشملت الاعتقالات بعض النّاشطين الاعلاميّين الذين يعملون في المجموعة الاعلامية الموالية لهذا التنظيم، إلى جانب عدد من عناصر الشّرطة ورؤساء فروع الأمن الذين تغلغلوا داخل جسم أجهزة الاستخبارات التركيّة.

وبعد بحث وتمحيص دقيق، تبيّن أنّ سبب الحملة يعود إلى تاريخ 22/10/2010، حيث قامت العناصر الموالية داخل الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة بحملة اعتقالات ضدّ جماعة "محمد دوغان" الملقّب بـ (الملّا محمد) بحجّة انتمائهم لتنظيم القاعدة الارهابيّة، حيث أطلقوا على الحملة اسم "حملة ضدّ "التهشيجيلار".

وكان فتح الله غولن قد ذكر في تاريخ 6 نيسان من العام 2009 اسم هذه الحملة في أحد جلساته العلميّة التي نشرت على موقعه الرّسمي، وكان بذلك قد أعطى التّعليمات السرّية ببدأ الحملة ضدّ جماعة الملا محمد.

وعلى إثر ذلك قامت صحيفة "زمان" المعروفة بولائها التّام للكيان الموازي بنشر الخطبة التي ألقاها فتح الله غولن في صفحاتها الرئيسيّة، وذلك للتّحريض ضدّ هذه الجماعة، كما قامت بعد ذلك قناة "سامان يولو" بتحضير سيناريو الحملة وجسّدت ذلك في مسلسل (TEK TÜRKİYE) "تركيا الموحّدة" على أنّ جماعة الملّا محمد، جماعة ارهابيّة وتعمل لصالح جهاتٍ معادية لتركيا.

وبعد إعطاء فتح الله غولن التّعليمات اللازمة للحملة ضدّ محمد دوغان، قام رجال الأمن المتعاونون مع الكيان الموازي وبالتنسيق مع الجهاز القضائي، بشن حملة ضدّ جماعة محمد دوغان بحجّة انتمائه إلى تنظيم القاعدة وتمّ اعتقال دوغان البالغ من العمرر 66 عاماً خلال هذه الحملة.

وعقب اعتقاله في تاريخ 22/10/2010، قال دوغان: " لقد بلغ عمري 66 عاماً ولا أستطيع أن أتحرّك من دون مساعدة شخصٍ أخر نتيجة ضعف نظري. وحتى اليوم لم أفكّر بتأسيس منظّمة، فهل سأفكّر في هذا بعد أن بلغ عمري الـ 66"

اعتراض على عمليّة الاعتقال التّعسّفي

وبعد أن أمضى دوغان 17 شهراً في المعتقل، تقدّم بشكوى إلى النّيابة العامّة في مدينة اسطنبول لإعادة النّظر في سبب اعتقاله.

وبناءً على الطّلب الذي تقدّم به دوغان، قامت الجهات المعنيّة بإعادة البحث والتّمحيص في الملف الخاص به، فلم يعثروا على أي شيئ يثبت تورّط هذا الشّخص وزملاءه مع تنظيم القاعدة ولم يجدوا أيّ شيئ  يخلّ بالأمن العام في وثائقهم ومستنداتهم.

وبعد أن تقدّم محمد دوغان بهذه الشّكوى، قامت أجهزة الأمن فجر يوم أمس بحملة اعتقالات ضدّ عناصر الكيان الموازي الذين شاركوا في عمليّة اعتقال الملّا محمد عام 2010، حيث شملت الاعتقالات كلاً من مخرج ومنتج مسلسل ( TEK TÜRKİYE) ومسلسل (SUNGURLAR) ورئيس التّحرير في قناة (SAMANYOLU)، بالإضافة إلى مدير قسم مكافحة الارهاب في مدينة اسطنبول ومدير فرع الأمن في محافظة هاكّاري الواقعة في جنوب البلاد.

الجدير بالذكر أنّ جماعة التهشيجيلار هم من أنصار حركة النّور الاسلامية ويتزعّمه الإمام المتقاعد محمد دوغان البالغ من العمر 66 عاماً والمعروف بمخالفته لأفكار وتوجّهات فتح الله غولن وخاصّة فكرة الحواربين الأديان الذي يشرف عليه غولن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!