ترك برس

علق المحلل السياسي الروسي إيغور سوبوتين، على زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان إلى مدينة الرقة السورية، برفقة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك، بأن السعودية تمد الجسور مع خصوم أنقرة ودمشق الأكراد.

وكتب سوبوتين في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن هذه الزيارة جرى تفسيرها على نطاق واسع ليس فقط كمحاولة من قبل المملكة السعودية لتعزيز موقعها في سوريا، بل وكرغبة منها في دعم استقلال الكرد السوريين، الذي تعارضه أنقرة، وطهران والحكومة السورية.

وينقل عن عضو "المؤتمر الوطني الكردي" فرحات باتييف أن "المملكة السعودية تدعم استقلال "روج آفا" (اسم الدولة الكردية المعلنة من طرف واحد في شمال سوريا)؛ آخذة في الحسبان أن هذا المشروع يوفر الحماية أيضا للعرب من الطائفة السنية". وأشار إلى أن المناطق، التي حررت من داعش، "تعيش فيها تلك المجموعات العرقية التي تستطيع السعودية الاعتماد عليها".

في حين ترى الحكومة التركية أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسيطر على هذه المنطقة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى جناحه العسكري وحدات حماية الشعب، مرتبط بحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المدرج على لائحة الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة، والذي يشن حربًا ضد الدولة التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي. كما تُحذّر تركيا من وصول السلاح الذي تقدمه الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب إلى أيدي بي كي كي ليستخدمها ضد تركيا.

وفي هذا الصدد، يذكر خبراء بأن لدى السعودية صندوقا خاصا لمساعدة البلدان الإسلامية والأقليات المسلمة، وأنه "تجري عبر هذا الصندوق السعودي تحديدا إعادة بناء المشروعات ذات الصلة، وفقا لما يقوله أستاذ كرسي الشرق المعاصر في الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية غريغوري كوساتش.

وأضاف كوساتش أنه يمكن النظر إلى هذا العمل في إطار مناهضة النفوذ الإيراني، وهو أول ما يتبادر إلى الذهن، "ولكن بغض النظر عن الصراع مع إيران، يمكن تقديم هذا النوع من المساعدة". غير أن ما يلفت الانتباه، برأي كوساتش، هو أن السعودية أقامت علنا علاقاتها مع الكرد السوريين، وهو أمر لم يحدث في السابق، هذا على الرغم من أنه لا يمكن الجزم بأن السعودية تؤيد تطلعات الكرد إلى إقامة دولة مستقلة.

أما رئيس مركز البحوث الإسلامية في معهد التنمية الابتكارية كيريل سيميونوف، فيرى أن زيارة الوزير السعودي ثامر السبهان إلى مدينة الرقة هو اعتراف من الجانب السعودي بشرعية وفائدة "قسد"، ويمكن "النظر إلى ذلك كخطوة سعودية تجاه الكرد على ضوء التقارب الذي يحدث الآن بين "الاتحاد الديمقراطي" وبين أنصار مسعود بارزاني في العراق، على خلفية تفاقم الوضع في مدينة كركوك العراقية".

كما يُذكِّر الخبير هنا بإعلان رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في جدة اللواء أنور عشقي صراحة أن استقلال إقليم شمال العراق هو من مصلحة السعودية، وأن هذا عامل مهم لمواجهة التوسع الإيراني.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!