ترك برس

يُشير إعلامي تركي مقرب من دوائر القرار في البلاد، إلى ظهور علامات حقبة جديدة من الفوضى السياسية والتقلبات الحادة ليس في إسبانيا وحسب، بل في كل أنحاء أوروبا، مشدّدا على أن جميع الكيانات المستقلة والمجتمعات التي لديها أحلام انفصال عرقية ستتخذ إقليم كتالونيا مثالًا يحتذى به.

ويقول "إبراهيم قره غُل"، رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" التركية، إن إعلان كتالونيا للاستقلال لم يكتف بتقسيم إسبانيا فقط، بل حرّك خطوط الصدع العرقية في مختلف أرجاء أوروبا، ولم يعد أي أحد أو قوة قادرة على إيقاف الانقسام الداخلي في أوروبا، وحتى انقسام دولها الواحدة تلو الأخرى.

وأعرب الإعلامي التركي، في تقرير بالصحيفة، عن اعتقاده في أن القرن العشرين لأوروبا قد انتهى حديثا، وانهار النظام الذي أسس عقب الحرب العالمية الثانية، وجرى تصفير الحسابات السياسية، وأنزلت الخرائط القديمة من على الأرفف، وبدأت حقبة تاريخية – سياسية جديدة سيحددها التمييز العرقي.

وأضاف: "سنشهد خلال المرحلة المقبلة ظهور تفاصيل جميع الدويلات الصغيرة في التاريخ السياسي الأوروبي، من البرتغال جنوبًا إلى السويد شمالًا، والقضايا العرقية والاختلافات التاريخية والتقاليد الإقطاعية، وسنرى أنّ تلك الذاكرة ستحيا من جديد، وسوف تستيقظ الادعاءات التاريخية ليجري طرحها على الطاولة مرة ثانية".

ورأى أن التاريخ ابتلغ أحلام "أوروبا المركزية"، وانتهى مشروع "روما القرن الحادي والعشرين" الممتد من البلطيق حتى حدود سوريا. ولن نشهد لاحقًا سوى النقاش حول مستقبل كل دولة من دول أوروبا، وسيظهر للجميع قدر ضعف دول أوروبا في مواجهة الحفاظ على وحدتها الداخلية، ناهيكم أصلًا عن الحفاظ على وحدة الاتحاد الأوروبي.

إنّ الاعتراف غير الرسمي لكلّ من كورسيكا واسكتلندا باستقلال كتالونيا ومعارضة جميع دول الاتحاد الأوروبي له قد حدد ملامح الصراع بين الجانبين، ولا شك أنّ هذا الصراع وتلك الجبهة سيقويان بمرور الوقت.

وسنشهد مستقبلًا حتى بعض دول الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن المناطق المستقلة، ستدعم حركات الانفصال لعدائها لبعضها البعض، وهو ما سيكون بداية لصراعات أكبر من التفكك العرقي، حسب رأي الإعلامي التركي.

وشدّد قره غُل على أن دولًا أوروبية عدّة ستضطر لتكريس جميع طاقتها من أجل إيقاف أحلام الانفصال العرقي. وفي الحقيقة فإن معارضتهم جميعًا لاستقلال كتالونيا يعتبر دليلًا واضحًا على خوفهم من حدوث أشياء كهذه في بلدانهم.

وتابع: "لقد بوغت في ديارهم كل من صدّر إلى منطقتنا مشاريع القومية العرقية والصراعات العنصرية والدويلات الصغرى".

والجمعة، صوّت برلمان كتالونيا لصالح انفصال الإقليم عن إسبانيا، وهو ما أثار ردود فعل ساخطة لدى الأوساط السياسية الإسبانية.

وردّا على إعلان "الاستقلال"، أعلن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، عزل حكومة كتالونيا، ومدراء الشرطة المحلية عن مناصبهم، وفقاً للمادة 155 من الدستور.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!