ترك برس

رأى الخبير بالشؤون التركية تيمور أحميدوف، في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، إن "تعزيز النظام التركي ووجود دلائل غير مباشرة على عدم استقامة القيادة السياسية في البلاد يحفز النخبة الأمريكية على التفكير بخطوات محددة لعزل الرئيس رجب طيب أردوغان، وفيما بعد لإبعاده عن السلطة".

وأشار أحميدوف، في تقرير، إلى أن جوهر الخلافات بين أنقرة وواشنطن ليس في انتهاج أنقرة سياسة مستقلة عن نهج واشنطن، أو لأن تركيا تصبح أكثر إسلامية. بل في سعي أردوغان، بحسب النخب الأمريكية، في ظروف الاستقطاب العام وتنامي الاستياء من الحكومة، للتمسك بالسلطة مستخدما الطرق الاستبدادية.

وأضاف: "في حين أن الولايات المتحدة لا يمكنها الضغط على القيادة التركية، لأن سياستها الخارجية في الشرق الأوسط تعتمد على أنقرة، ولأن زيادة الضغط على أنقرة سيدفعها أكثر نحو روسيا وإيران"، حسبما أوردت وكالة "روسيا اليوم".

وبحسب الخبير، تميل النخب الأمريكية حاليا إلى فكرة عزل أردوغان تدريجيا في المحافل الدولية، وأن إحدى العقوبات المُفترضة هي إعداد قائمة بأسماء المقربين منه، التي ستتخذ بحقهم الولايات المتحدة إجراءات خاصة.

علاوة على أن عقوبات خفية بدأ يسري مفعولها في قطاعات تركية عديدة، وخاصة في مجال المعدات العسكرية. كما أن واشنطن ستنسق مع الاتحاد الأوروبي للضغط على أنقرة اقتصاديا.

واعتبر الكاتب أن "مآخذ كثيرة تراكمت خلال السنوات الأخيرة على أردوغان لدى النخبة العليا في واشنطن، حيث لم تكن الولايات المتحدة متفقة تماما مع سياسة تركيا الواسعة إزاء المجموعات الجهادية في سوريا"، (في إشارة إلى الدعم التركي لفصائل المعارضة السورية).

والنقطة الثانية، وفق أحميدوف، هي تقارب تركيا مع روسيا وإيران، اللتين تهددان مصالح واشنطن. كما أن الدعاية التركية المناهضة للولايات المتحدة تمنع واشنطن من ممارسة سياسة فعالة في المنطقة.

هذا إضافة إلى أن خطابات المسؤولين الأتراك تركز على السياسة الداخلية، حيث يعتمد النظام على المسألة القومية ومعاداة الإمبريالية للاحتفاظ بالسلطة.

وتفاقم الخلاف بين أنقرة وواشنطن بسبب تباين مواقفهما تجاه جملة من القضايا الثنائية والإقليمية، وكان آخر القضايا اعتقال السلطات التركية قبل أيام اثنين من موظفي القنصلية الأميركية -وهما تركيان- واتهامهما بأنهما على صلة بمحاولة الانقلاب الفاشل التي وقعت العام الماضي. وقالت السفارة الأميركية في أنقرة إن الاتهامات لا أساس لها.

كما أثار تردد الولايات المتحدة في تسليم زعيم "الكيان الموازي" فتح الله كولن المقيم بولاية بنسلفانيا منذ العام 1999؛ غضب تركيا التي تتهمه بكونه الرأس المدبر للمحاولة الانقلابية في صيف 2016، في حين يقول مسؤولون أميركيون إن محاكم البلاد تحتاج إلى أدلة كافية لإصدار أمر بتسليم غولن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!