ترك برس

انتشرت قوات عراقية وأخرى تركية أمام معبر الخابور، الذي يحمل اسم إبراهيم الخليل في العراق، وهو أهم معابر إقليم كردستان العراق مع تركيا.

هذه القوات كانت تقوم بمناورات مشتركة في الأراضي التركية غير بعيد من المعبر تقدمت نحوه، في خطوة تؤشر إلى مستوى التنسيق الحالي بين بغداد وأنقرة، وفق تقرير في شبكة الجزيرة.

ولا يمكن أن تتحرك هذه القوات دون أن تكون سلطات إقليم كردستان العراق بذلك، كما أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أعلن شخصيا عن تسلم القوات العراقية الجانب العراقي من المعبر في كلمة أمام نواب حزبه بالبرلمان.

قبل استفتاء الانفصال لم يكن أحد يتوقع أن تسلّم سلطات إقليم كردستان العراق أحد أهم المعابر، والذي تدرّ حركة البضائع عبره مليارات الدولارات على خزينة الإقليم بعيدا عن أي تأثير أو مراقبة من السلطة المركزية في بغداد.

https://www.youtube.com/watch?v=IW80qJbq5_Q

وقبل الاستفتاء أيضا لم يكن أحد يتصور هذا التنسيق بين الحكومة العراقية والحكومة التركية اللتين بلغت علاقاتهما في فترة معينة درجة كبيرة من التوتر وصلت حد التراشق بين القيادات بسبب وجود قاعدة بعشيقة تركيا فوق الأراضي العراقية.

ويبدو أن الضغوط على الإقليم لن تتوقف قريبا، فقد قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن وسائل إعلام كردية تحرض بشكل واضح على قتل القوات الاتحادية وإنّ ذلك جريمة حرب.

وأضاف العبادي أن الحكومة العراقية ستتمكن قريبا من دفع رواتب قوات بيشمركة وموظّفي الإقليم كافة. وفي هذا إشارة إلى أن هامش الاستقلالية الكبير الذي كان يتمتع به الأكراد مرشح لمزيد من التراجع.

تغيرت موازين القوى لغير صالح إقليم كردستان، بعد هذه اللحظة التي أصر فيها مسعود البارزاني رئيس الإقليم المستقيل على تنظيم استفتاء الانفصال عن العراق.

يجمع المراقبون على أن الاستفتاء كان خطأ قاتلا استمع فيه البارزاني لحسه القومي مع بعض الحسابات السياسية الداخلية ولم يهتم بالحسابات السياسية الكبرى التي يتداخل فيها الداخلي والإقليمي والدولي.

الآن يدفع البارزاني ومعه إقليم كردستان ثمن إجراء هذا الاستفتاء، قال الرجل إنه لا يريد تمديد ولايته الرئاسية ولن يقبل ذلك تحت أي ظرف، لكن هذا لن ينهي مصاعب الإقليم.

فالحكومة العراقية التي تحظى بدعم إقليمي واضح، تواصل الضغط لتحقيق أكبر قدر من المكاسب باقتطاع أكثر ما تستطيعه من مكاسب حققها أكراد العراق على مدى عقود من الزمن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!