ترك برس

قال المُنظّر الاستراتيجي والمفكر السياسي الروسي، ألكسندر دوغين، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصبح هدفا للغرب بسبب سعيه للاستقلال، وأن الولايات المتحدة تشكل تهديدا لتركيا بدعمها للأكراد الانفصاليين.

وحذر دوغين الذي يوصف بالعقل المدبر لسياسة بوتين الخارجية، في مقابلة مع صحيفة خبرترك من عقوبات اقتصادية قال إن الولايات المتحدة ستفرضها على تركيا.

وأوضح أن أنقرة أدركت أن الغرب بات يشكل خطرا جديدا لتركيا، وذلك منذ احتلال العراق وأزمة التأشيرات مع الولايات المتحدة التي وقعت أخيرا، مشيرا إلى أن الغرب لا يرغب في ضم تركيا إليه، وأن الولايات المتحدة تشكل تهديدا على تركيا بدعمها الأكراد.

وأضاف دوغين أن تحالف أردوغان مع المسلمين والغرب في آن واحد نتجت عنه المحاولة الانقلابية، التي دبرتها الولايات المتحدة باستغلالها الأيديولوجية المتمثلة في حركة الخدمة التي يرأسها فتح الله غولن، على حد قوله.

وذكر أن سياسة رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، بشأن سوريا نموذج آخر على اختلاف الفكر الغربي والإسلامي، مؤكدا أن المرحلة الحالية توضح لأردوغان انتهاء العلاقات مع الغرب.

وشدد دوغين على أنه كلما سعى أردوغان إلى الاستقلال أصبح هدفا للغرب، مؤكدا أن تركيا لن تتمكن من الحفاظ على وحدتها داخل المعسكر الغربي، وأن القنبلة التي أسقطتها طائرات الانقلابيين على البرلمان التركي لم تكن روسيا هى من أسقطتها.

وأشار إلى تدخله شخصيا في إنهاء القطيعة بين أردوغان وبوتين، نظرا لأن البلدين كانا على شفا الحرب، واصفا  بوتين بأنه شخص عقلاني وواقعي، وفي حال وقوع أحداث جنونية في بعض الأمور فإنه يعيد النظر فيها.

وقال دوغين إن القوى الغربية استهانت بالجيش التركي واعتقدت أنه لم يتبق مؤيدون لأردوغان داخل الجيش بعد قضيتي "أرغنكون" و"المطرقة" الانقلابيتين، غير أن الكماليين دعموا أردوغان، وأن المخابرات المركزية الأمريكية حاولت قطع كل طرق الاتصال بين تركيا وروسيا في تلك الليلة، على حد زعمه.

وتابع بالقول إن القوى الغربية حاولت إقناع بوتين عبر شخصيات مؤثرة زرعتها المخابرات المركزية الأمريكية حوله، باتخاذ موقف معاد لأردوغان، وبأن الزعيم البديل لأردوغان سيكون أفضل منه، وإلا فإن تركيا ستشهد حربا أهلية، غير أن الأخير لم يقتنع بالأمر، نظرا لأنه كان يعني نهاية تركيا. وأفاد بأن الأكراد كانوا أعدوا العدة للتمرد بعد المحاولة الانقلابية.

وأكد دوغين ضرورة اجتماع كل من روسيا وتركيا وإيران والعراق وسوريا والتقدم باقتراح يطمئن الأكراد، لافتا إلى أن هذا الأمر سيضمن أمنهم، مشددا على ضرورة عدم السعي لطمس الهوية الكردية، نظرا لأن هذا الأمر سيسقطهم في قبضة إسرائيل وأمريكا، ويتوجب منع استخدامهم كدمى للاستعمار الأمريكي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!