ترك برس

يعتبر شرق منطقة البحر الأسود في تركيا منطقة طبيعية خلابة تتمازج فيها ألوان الطبيعة مكونة مشهدا ساحراً يبهر الأبصار. تنتشر فيها الرقصات والألعاب الشعبية ومنها دبكة الهورون وهي رقصة شعبية تشبه نوعاً ما الدبكة السورية، إلا أنها تتميز عنها بسرعتها الكبيرة، فهي أسرع رقصة فلكلورية معروفة في تركيا.

المشاركون في دبكة الهورون يقفون بشكل صف منتظم أو بشكل دائري يمسكون بأيدي بعضهم البعض، وأمام الصف أو بداخل الدائرة، يقف رجل يعزف على الكمان أو آلة الطولوم -وهي آلة موسيقية نفخية مصنوعة من جلد الخروف أحضرها أجداد الأتراك معهم من وسط آسيا- ويقوم بتوجيه الدبكة بألحانه. يعطي أحد المشاركين شارة البدء للدبكة بتحريكه منديلاً يمسكه بيده. ولدبكة الهورون ثلاثة مراحل تبدأ أولاها على إيقاع موسيقي بطيء وهادئ، يدور معه الراقصون بعكس عقارب الساعة وبعضهم يغني أغاني شعبية، لكنهم يبقون محافظين على هذا الإيقاع، ثم يبدأ الإيقاع بالتسارع ومعه تبدأ ثاني المراحل حيث تزداد الحركة وتتحرك الأذرع للأمام والخلف، مع ثني الركب، وميلان الجسم عند الخصر للأمام مع هز الأكتاف، وتحريك الأقدام للأمام والخلف وبشكل جانبي، وضربها بالأرض.

 في المرحلة الثالثة يصبح الإيقاع سريعاً جداً مقارنة بالمرحلتين السابقتين، ومع الإيقاع يزداد هز الأكتاف سرعةً وقوةً، وتضرب الأقدام الأرض بعد كل حركة بقوة أكبر، باختصار تبلغ السرعة ذروتها في هذه المرحلة وتظهر مهارات المشاركين، وفي حال استمرت الدبكة بعد هذه المرحلة، يعود الإيقاع بطيئاً كما بدأ وتعاد العملية من جديد.

الإنسان والهورون والطبيعة يشبون مع بعضهم البعض في شرق منطقة البحر الأسود، فالحركة السريعة للهورون تذكرنا بأمواج البحر الأسود الهادرة وبحركة الأسماك الرشيقة فيه، كما يشكل الهورون جزءًا أصيلاً من الثقافة الزراعية لتلك المنطقة، فالميل للأمام ومد الأذرع مع هزها يشبه العمل بالمجرفة في الحقل.

 لا توجد أرض مستوية لا يمكن أداء دبكة الهورون عليها، وهي عادة تتم في الميادين المفتوحة وأثناء الأعراس والأعياد وعند توديع الشبان قبل التحاقهم بالخدمة الإلزامية في الجيش. قد تكون دبكة الهورون ذكورية أو أنثوية وقد تكون مختلطة من كلا الجنسين معاً، وتتصف الهورون الذكورية بالخشونة على عكس المؤداة من قبل الإناث والتي تتصف بالرقة.

من يزور شرق منطقة البحر الأسود عند قدوم الربيع، سيشاهد بالتأكيد دبكة الهورون، واذا كانت تلك المرة الأولى له سيجد صعوبة في متابعة الحركة السريعة للراقصين، لكن ستغمره الحماسة والسرور. وستكون هذه اللحظات مميزة لن تبارح ذاكرته ابداً.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!