ترك برس

أُعلنت في 29 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري أسماء الفائزين بالجائزة الرئاسية الكبرى للثقافة والفنون لعام 2017، وهي جائزةٌ اعتمدت الرئاسة تقديمها منذ سنة 1995، حيث يقوم رئيس الجمهورية بتسليمها للأشخاص الذين حققوا إسهاماتٍ بارزة في الحياة الثقافية والفنية في تركيا، وقد اعتُمدت الجائزة كون الرئاسة تمثل المستوى الأعلى للدولة منذ تأسيس الجمهورية، وكون الرؤساء يمثلون الأمة بأكملها.

وقد قدم الرئيس السابق سليمان ديميرال الذي خدم في الفترة 1993 - 2000، أول الجوائز الرئاسية الكبرى، والتي كانت من نصيب كلٍّ من الرسام برهان دوغانشاي، والروائي عدالت آغا أوغلو، والفنانة الموسيقية شفيقة كولتوار. وقام سليمان بتقديم ثلاثة جوائز مرة أخرى، في حين قدم الرئيسُ الذي تلاه، أحمد نجدت سيزار، الجوائز مرةً واحدة فقط سنة 2005.

ومنذ عام 2008، صارت الجوائزُ تقدم مرةً كل عام. وحين استلم الرئيس رجب طيب أردوغان منصبه الرئاسي سنة 2014، وخلال فترة حكمه تم منح الجوائز إلى خمسة أو ستة أشخاص في كل عام.

أما عن الفائزين بالجائزة الرئاسية لهذا العام 2017، فقد تم الإعلان عنهم في عيد الجمهورية التركية في التاسع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، وهم: المؤرخ إلبير أورتايلي، والموسيقار غوكسال باكتاغير، وصانع الأفلام يافوز تورغول، والخطاط الإسلامي علي توي، والرسام صلاح الدين كارا، وأخيرًا الفيلسوف نور الدين توبتشو.

وفي ما يلي، نبذةٌ مختصرةٌ عن كل من الفائزين الستة:

ألبير أورتايلي İlber Ortaylı

مؤرخٌ تركي وبروفيسور متخصص في التاريخ، وُلد سنة 1947. هو واحدٌ من أكثر المؤرخين شعبية، وقد بات معروفًا لدى الشعب التركي نظرًا لقدرته على غرس قيمة الثقافة والعلوم التاريخية لدى نفوس كل من يشاهده على شاشة التلفاز.

ساهم إلبير بشكلٍ كبير في تعزيز الثقافة التاريخية لدى الأتراك، بعد أن كانت ثقافتهم التاريخية محصورةً فقط في تاريخ الجمهورية التركية الذي يُدرس في المدراس والجامعات والمؤسسات التعليمية، على الرغم من أن تاريخ تركيا يعود لما هو أقدم من ذلك بكثير.

وأجرى إلبير مناقشاتٍ تاريخية حول تركيا والعثمانيين أمام الجماهير، واستفاد الكثيرون من معرفته الواسعة ومهارات الخطابة الفعالة لديه، حتى اكتسب شهرةً في وسائل الإعلام وبين الجمهور. وهو معروفٌ باسم الرجل الذي جعل الناس يحبون التاريخ التركي، وخاصة تاريخ الدولة العثمانية.

غوكسال باكتاغير Göksel Baktagir

عُرف غوكسال بعزفه على القانون، وهو آلةٌ موسيقية وترية استُخدمت في الموسيقى التركية الكلاسيكية. وبحسب ما ذكر الفارابي فقد لعب القانون دورًا رئيسيًا في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية التركية.

وُلد غوكسال سنة 1966، وتلقى دروسًا موسيقية على يد والده مظفر باكتاغير قبل أن يتم قبوله في قسم الموسيقى التركية في جامعة إسطنبول التقنية سنة 1988، وقد أكمل غوكسال دراساته العليا في الجامعة نفسها.

وفي الوقت الذي كان ينال فيه تعليمه الجامعي، عُيّن غوكسال عضوًا في فرقة عازفي القانون التركية. وقد عزف غوكسال على القانون في تركيا وأوروبا، في العديد من المناسبات ومع فرقٍ مختلفة.

لم تقتصر موهبته على عزف القانون فحسب، بل يُعد غوكسال ملحنًا موهوبًا أيضًا، وقد سُجّلت باسمه 400 مقطوعة موسيقية. وقامت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية "TRT" ببثّ العديد من مقطوعاته للمستمعين.

عمل غوكسال على تطوير تقنية فريدة من نوعها باسم تقنية اليد اليسرى منذ عام 1984، إلى جانب عددٍ من تقنيات عزف القانون. وقد اعترف به كواحدٍ من كبار عازفي القانون التركي التقليدي في عصرنا.

يافوز تورغول Yavuz Turgul

واحدٌ من عباقرة الدراما والسينما والكوميديا التركية، ولد سنة 1946 وعمل كصحفي لسنواتٍ عديدة. في عام 1976 بدأ بكتابة النصوص التمثيلية بدعمٍ من إرتيم إغيلماز.

كانت تجربته الإخراجية الأولى مع فيلم "الأخت فخرية Fahriye Abla" سنة 1984. وقد عمل مع الممثل التركي الشهير شينار شين في العديد من أعماله السينمائية.

وضع يافوز بصمته في عالم السينما التركية كواحدٍ من أفضل المخرجين الأتراك على الإطلاق، ولا زال يمارس عمله في صناعة الأفلام حتى اليوم.

علي توي Ali Toy

يعرف علي بالمهندس المعماري للخط الإسلامي الكلاسيكي، فهو مهندسٌ معماري وخطاطٌ إسلامي في الوقت نفسه. ولد في تافشانلي - كوتاهيا سنة 1960، وتخرج من قسم الهندسة المعمارية من جامعة إسطنبول التقنية سنة 1988، وأكمل دراساته العليا هناك.

أخذ دروسًا خاصة في الخط الإسلامي لمدة عشر سنوات، ليحصل أخيرًا على شهادة الخط اللإسلامي الكلاسيكي من علي ألب أرسلان.

أجاد في لوحاته خطوط التعليق "الخط الفارسي" والرقعة والديواني، وهي مجموعةٌ من الخطوط العثمانية الصعبة، كما يجمع علي الخطوط المعمارية والهندسية مع النمط الكلاسيكي للخط الإسلامي.

صلاح الدين كارا Salahettin Kara

ولد سنة 1958 في بلدة تشايلي بولاية ريزة، وتخرج من قسم الرسم من معهد أتاتورك للمعلمين سنة 1978. عمل مدرسًا للرسم بين عامي 1979 و1984. وفي سنة 1984، استقال من عمله وافتتح ورشةً رسم خاصة به في منطقة أورتاكوي بإسطنبول.

شارك صلاح الدين في العديد من المعارض الجماعية، كما نظم لنفسه 30 معرضًا عرض فيها لوحاته الشخصية بأسلوبه الخاص.

وعلى الرغم من الإبداع الخلّاق في لوحاته إلا أنها تحمل في معظم الأحيان موضوعًا واحدًا، ألا وهو "إسطنبول". وقد تمت مناداته لدى تسليمه الجائزة بـ "رسام إسطنبول" حيث قيل: "صلاح الدين المعروف برسام المدينة، هو في الواقع رسامُ إسطنبول، يصور الطبيعة بشكلٍ فاتن".

وبحسب صلاح الدين، فقد صنع أكثر من 800 لوحة استلهمها من هذه المدينة، إسطنبول.

نور الدين توبتشو Nurettin Topçu

هو واحدٌ من أهم الفلاسفة الذين عاشوا في القرن العشرين (1909 - 1975)، ولسوء الحظ، لم يسمح له بالتدريس في الجامعة على الرغم من حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون. وقد عُرف نور الدين بفلسفته "فلسفة العمل" التي تعتمد على أخلاقيات التمرد.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!