خافيير كولاس - صحيفة الموندو - ترجمة وتحرير ترك برس

أفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يمكن القول إن علاقة بلاده مع تركيا قد عادت لسالف عهدها من حيث عامل الإيجابية، فضلا عن أنها باتت وطيدة للغاية. في هذا الصدد، وإثر انطلاق المحادثات التي جمعته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوشي الروسية، أورد الرئيس الروسي، بوتين، قائلا: "يمكنني أن أؤكد أنه تمت استعادة علاقاتنا مع أنقرة بشكل فعلي وكامل".

خلال مثل هذه اللقاءات، من الطبيعي أن يكون الملف السوري على رأس جدول الأعمال، حيث يتبنى كل من بوتين وأردوغان موقفا مخالفا للآخر فيما يتعلق بالصراع الدائر على الأراضي السورية.

في الوقت ذاته، شددت موسكو على أنها ترغب في أن تقود مفاوضات نحو حل سلمي للصراع الدائر في سوريا، إلا أن هذا الأمر يتناقض تماما مع الواقع والتجارب على أرض الميدان، وخاصة في ظل السياسات التي اعتمدها رئيس النظام السوري، بشار الأسد. وفي هذا السياق، أفاد أردوغان، أنه "يقال إنه لا يوجد حل عسكري للصراع، إلا أن عدد السوريين الذين قتلهم النظام من خلال توظيف استراتيجيات عسكرية يتجاوز المليون"، في إشارة منه إلى الدور الذي يلعبه الأسد في خضم الحرب المستعرة.

في سياق متصل، أقر كل من دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، بعد لقاء قصير جمعهما، خلال نهاية الأسبوع الماضي، بأنه "لا يوجد حل عسكري للصراع الدائر في سوريا". لكن الرئيس التركي يؤمن بشدة أن تصريحات واشنطن لا تتوافق مع الوقائع الميدانية. وفي هذا الصدد، صرح أردوغان، خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين في إسطنبول وبثته بشكل مباشر قناة "سي أن أن تركيا"، أن "الولايات المتحدة تمتلك 5 قواعد جوية في سوريا وهي بصدد التحضير لإنشاء قاعدة سادسة في الرقة، ولديها أيضا 8 قواعد عسكرية أخرى، أما روسيا فلديها 5 قواعد عسكرية. وقد عززت الولايات المتحدة، مؤخرا، قواتها في سوريا بنحو 3500 عربة عسكرية، فضلا عن كمية من الأسلحة المتنوعة. إذا لم يكن هذا في إطار الحل العسكري للصراع السوري، فماذا يمكن أن نطلق عليه؟".

في الوقت ذاته، انتقد أردوغان من يتظاهرون بالدعوة للحوار، واتهمهم بتجاهل الأسلحة المنتشرة على أرض المعركة والتحركات العسكرية على الميدان، وقال لهم متحديا: "اسحبوا جنودكم من سوريا، واعتمدوا الأساليب السياسية وابحثوا عن طريقة لتنظيم انتخابات في أسرع وقت ممكن. ألم تجربوا كل هذه الطرق خلال السبع أو الثماني سنوات الماضية؟".

في الواقع، تسيطر تركيا حاليا على جزء كبير من سوريا، وذلك منذ أغسطس/ آب سنة 2016. وبذلك تعتبر تركيا واحدة من القوى العسكرية المتمركزة على الأرض في خضم الحرب السورية.

وقد جدد أردوغان يوم الاثنين التعبير عن قلقه إزاء وجود ميليشيا وحدات حماية الشعب، التي لم تنسحب بعد من شرق نهر الفرات، كما كانت قد تعهدت سابقا. وفي هذا الإطار، أورد أردوغان، قائلا: "إن تلك الميليشيات لم تقم بإخلاء مدينة منبج، حيث لا يزال مقاتلو وحدات حماية الشعب متمركزين هناك".

فضلا عن ذلك، أشار أردوغان إلى الميليشيات الكردية التي تتواجد في شمال غربي سوريا، أي قرب الحدود التركية، مؤكدا أنه لا يمكن التسامح معها أو تقبل أن تمثل تهديدا للأمن التركي انطلاقا من الأراضي السورية. وفي الأثناء، أعرب أردوغان عن أمله في الحصول على مساعدة روسيا للتخلص من هذا الخطر الذي يهدد أمن تركيا.

من جانب آخر، يرغب أردوغان أيضا في تلافي الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها موسكو ضد الصادرات التركية إبان الأزمة التي اندلعت بين الجانبين. كما يسعى الرئيس التركي إلى مواصلة المباحثات مع موسكو بشأن بعض المشاريع المشتركة في مجال الطاقة، على غرار إقامة المفاعل النووي أكويو في محافظة مرسين التركية.

على العموم، شد الرئيس التركي الرحال نحو الكويت، التي وصفها بأنها بلد شقيق، مثنيا على دورها في الوساطة في إطار الأزمة الخليجية بين قطر من جهة، والسعودية وحلفائها من جهة أخرى. عقب ذلك، توجه الرئيس التركي لقطر لحضور الاجتماع الثالث للخطة الاستراتيجية العليا بين دولة قطر وتركيا. ويعد تمركز القوات التركية في قطر دليلا على الأهمية الكبرى التي توليها تركيا لحفظ أمن قطر واستقرار الخليج بشكل عام.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس