ترك برس

أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، إن السياسة التي تتبعها  الولايات المتحدة بدعم  الجماعات الكردية الإرهابية في سوريا لن تؤدي إلا إلى تفتيت وحدة أراضي سوريا التي يتوقع أن تؤدي إليها اجتماعات جنيف وأستانا، مكررا موقف تركيا الرافض لأن يكون لبشار الأسد مكان في مستقبل سوريا.

جاء ذلك في مقال للمتحدث، نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، بعنوان "ما هي الخطوة التالية في سوريا"، تناول فيه الوضع الحالي بعد ست سنوات من الحرب في سوريا، ومواقف القوى العالمية والإقليمية التي أصبحت جزءا من الصراع.

وقال كالن في مقاله إن إخفاق إدارة أوباما في اتخاذ أي إجراء جدي ضد النظام السوري، حتى بعد استخدامه الأسلحة الكيميائية في الغوطة، منح التحالف الروسي الإيراني فرصة جيوسياسية لدخول الأراضي السورية. ولم تكن النتيجة اتساع نطاق النزاع السوري فحسب، بل وإطالة أمده المدمر بأعمال وحشية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا.

وأضاف أن الأمريكيين يركزون حاليا على الحرب على داعش وتسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، من أجل هذه الحرب. والآن بعد أن هزموا داعش إلى حد كبير في الرقة وأماكن أخرى باستخدام صفقة قذرة لتسهيل خروج مقاتلي داعش من الرقة، فإنهم يبحثون عن أعذار جديدة للالتزام بسياستهم الحالية، على الرغم من التأكيدات التي أعطوها لتركيا بأن علاقتهم مع حزب الاتحاد الديمقراطي مؤقتة.

واعتبر كالن أن السياسة المضللة التي تتبعها واشنطن بدعم فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا لن تؤدي إلا إلى تفتيت وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية التي يتوقع أن تتحقق في نهاية عمليتي جنيف وأستانا الحالية، كما أن هذه السياسة ما تزال تشكل تهديدا للأمن القومي  للبلدان المجاورة.

وكرر المتحدث موقف تركيا من الأزمة السورية المتمثل في  وجوب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية في أي حل سياسي كبير، وتطهير الأراضي السورية من جميع عناصر الإرهاب، ووجوب تشكيل حكومة انتقالية تشمل جميع أصحاب المصلحة السوريين وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وصياغة دستور جديد يعكس إرادة جميع السوريين.

وشدد على أن مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي- وحدات حماية الشعب في مفاوضات الحل المستقبلي ما تزال خطا أحمر لتركيا، وأنهما لا يمكن أن يكونا جزءا من أي حل سياسي؛ لأنهما الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي، ولا يليق تقديمهم بوصفهم ممثلين  للأكراد السوريين.

وحول مصير بشار الأسد، قال كالن إنه ليس الشخص الذي يقود سوريا إلى حكم ديمقراطي وشامل. وبالنظر إلى جرائمه بحق الشعب السوري، فإنه لا يمكن أن يعهد إليه بمهمة لم شمل السوريين، ويجب أن لا يكون له مكان في مستقبل سوريا، وعلى الروس والإيرانيين أن يدركوا أن إبقاء الأسد في السلطة ليس هو السبيل لحماية مصالحهم في سوريا.

ودعا كالن في ختام مقاله جميع أصحاب المصلحة في سوريا إلى المساهمة في حماية سلامة أراضي سوريا وتوفير الحرية والسلامة لجميع السوريين ضمن معايير قرار مجلس الأمن رقم 2254.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!