ترك برس

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، ابراهيم قالن، إنّ أي حادثة أو تطور يقع في مدينة إسطنبول التركية، يمكن أن تؤثر على التطورات في مدينة واشنطن الأمريكية وبرلين الألمانية وباريس الفرنسية.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها خلال مشاركته في "قمة البوسفور الثامنة" في إسطنبول، التي تنظمها منصة التعاون الدولية برعاية الرئاسة التركية، بعنوان "تصميم المستقبل: الاختبار الجديد للعولمة".

وأضاف قالن في كلمته "نحن بحاجة إلى أدوات تحليل، ووجهات نظر جديدة، في وقت تداخل فيه العالم إلى هذا الحد، وفي نقطة وصلت فيها العلاقات إلى هذا الحد من التعقيد".

وبيّن أن موقع تركيا الجغرافي والجيوسياسي، لا يتيح لها أبدًا التركيز على منطقة واحدة دون غيرها. وشدد على أن تركيا مضطرة للانفتاح على جميع قارات ومناطق العالم، عند الأخذ بعين الاعتبار، محيطها الكبير والمخاطر التي تواجه أمنها القومي.

ولفت قالن إلى أن مسيرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، تعد أهم ميزات التاريخ التركي المعاصر، فهي حليف مهم في حلف شمال الأطلسي.

وأكد المتحدث التركي أنه "لسنا مجبورين على أن نشيح بوجوهنا عن الدول غير المنضوية داخل الحلف الغربي فقط لأننا موجودين داخل هذا الحلف".

من جهة أخرى، اعتبر قالن أن سعي الدول وراء حساباتها الذاتية في الوقت الذي تُرك فيه السوريون يواجهون القتل والدمار والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، هو عار عليها باسم الإنسانية.

وعن التوترات في العلاقات السنّية الشّيعية خلال الآونة الأخيرة، اعتبر قالن أن غالبية تلك التوترات سببها الأساسي جعل المذهبية، أداة لمصالح الدول القومية.  وأكد قالن أن بعض القوى (لم يذكرها) تعمل من أجل استمرار الحرب والدمار والصراع في المنطقة، داعيا إلى النضال معا ضد تلك القوى.

وتابع: "لا أقول إنه علينا نحن كمواطني العالم الإسلامي، سواء في تركيا أو العراق أو سوريا أو ليبيا أو تونس، إغلاق أنفسنا على العالم، وإنما ينبغي علينا أن نعلم أين تطأ أقدامنا".

وأوضح أن بلاده قد تواجه العديد من التحديات خلال الفترة المقبلة وخاصة عبر التطورات في العراق وسوريا. وشدد قالن على أنه لا يمكن التوصل إلى السلام الإقليمي والعالمي، من خلال مبادرة دولة بمفردها أو من خلال جهود عدة دول.

وتابع: "فكما أن مكافحة الإرهاب تتطلب تعاونا عالميا، فإننا بحاجة أيضا إلى تعاون عالمي من أجل التوصل إلى السلام العالمي"

وردا على انتقادات حول تقارب بلاده مع روسيا والصين، أضاف قالن أن "تقارب تركيا مع روسيا والصين يقابل بالانتقاد من حين لآخر. ونرى انتقادات من قبيل لماذا تدخل تركيا في علاقة وثيقة إلى هذا الحد مع روسيا؟

لماذا تشتري الـ إس 400 (منظومة الدفاع الصاروخي) من موسكو؟ كيف يمكن توضيح شراء عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) منظومة دفاع من دولة خارج الحلف؟".

وأوضح قالن، "كما أن الدول واللاعبين الكبار يعملون من أجل الحصول على دور في مناطق مختلفة من العالم، فمن الطبيعي جدا أن تطور تركيا سياستها في إطار احتياجاتها الذاتية".

وأعرب عن استغرابه من الانتقادات الموجهة ضد بلاده قائلا: "ينبغي أن أقول بوضوح. عندما تضع الدول الأوروبية ثقلها في سياسة الشرق الأوسط، فإنه لا أحد يعتبر ذلك ابتعادا عن الحلف الغربي".

وفي 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، توقيع اتفاقية مع روسيا لشراء منظومة الدفاع الجوي إس-400، مشيرًا أن بلاده سددت دفعة أولى إلى موسكو.

وفي حال استكمال الصفقة، ستكون تركيا أول بلد في حلف شمال الأطلسي يمتلك منظومة "إس – 400" التي تؤمن حماية فعالة ضد الصواريخ، وتعتبر من أكثر أنظمة الدفاع الجوي كفاءة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!