ترك برس

أكد الكاتب والإعلامي الباحث في العلاقات الدولية الدكتور باسل الحاج جاسم، أن كل من تركيا وروسيا بحاجة للسلام في المنطقة، وهذا يشكل نقطة تلاقٍ رئيسية، بالإضافة إلى الشق الاقتصادي والطاقة، وهو ما يصبح أساساً للتعاون السياسي بين البلدين.

وأضاف الحاج جاسم،  أن استمرار الحرب في سورية يجلب المزيد من الخسائر لروسيا، كذلك انتشار الإرهاب والانفصال وعدم الاستقرار في تركيا، وفي المنطقة.

جاء ذلك في حديث لوكالة "أنا برس" الإخبارية، التي أشارت إلى أن التحرك المكوكي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأمس بين سوريا ومصر وتركيا، والمتابعة الشخصية للمبادرة التي طرحها وهي ما سُميت "بالحوار الوطني السوري" يدل على الاهتمام الشخصي لبوتين بإيجاد صيغة حل للأزمة السورية قبل الانتخابات الروسية.

ويرى مراقبون أن زيارة بوتين إلى أنقرة، مؤخرًا، تحمل في طياتها تطمينات للجانب التركي من الميليشيات الكردية المتاخمة لها على الحدود من الجانب السوري، مقابل تعاون أنقرة في اجتماعات سوتشي المزمع عقده في أوائل شهر شباط.

وقال الحاج جاسم إنه من المتوقع أن تنعكس التفاهمات التركية الروسية، بصورة أو بأخرى، في الملف السوري. وهنا لا يمكن إغفال حقيقة تغير الأولوية التركية في الساحة السورية، منذ شهور عديدة.

حيث بات المشروع الكردي في شمال سوريا، والمدعوم أميركياً، مبعث قلق كبير لأنقرة، ما يجعل النقاط الخلافية الأخرى مجرد تفاصيل، يمكن مناقشتها لاحقاً، بالإضافة إلى تحالفاتٍ في مناطق أخرى، خصوصاً في منطقة القوقاز.

وأشار الكاتب إلى أنه لليوم لا أحد على وجه الدقة يستطيع تحديد ما تم الاتفاق عليه تماما بين بوتين وأردوغان في أول لقاء بينهم بعد المصالحة.

فالمُتابع لتسلسل الأحداث لا يمكنه عدم ملاحظة خارطة طريق روسية - تركية يجري تنفيذها في سوريا تدريجيا، كان أولها انطلاق درع الفرات في آب/أغسطس العام الماضي، مرورا باتفاق حلب، وتلاه محادثات أستانا.

وأيضاً اتفاق مناطق خفض التصعيد التي أتاحت للجيش التركي الدخول الى مناطق معينة في محافظة ادلب.

وفيما يخص مدينة عفرين وبسؤاله، هل هناك نية روسية لسحب قواتها من بعض قرى عفرين وبالتالي دخول القوات التركية؟؟ يعتقد الحاج جاسم، إن الإعلان الروسي بسحب قواته هو لإتاحة الفرصة لتركيا أو غيرها لملأ الفراغ.

فروسيا على ما يبدو تريد أن تشاركه أطراف أخرى في حمل "المعضلة السورية"، وتركيا منذ فترة هي شريك في هذا المجال.

صحيفة حرييت، ذكرت في وقت سابق أنّ قرار سحب القوّات الروسية تُعد بمثابة اللبنة الأخيرة في التجهيزات التي تُسيّر لعملية عفرين، ودليلا على أنّ التجهيزات أوشكت على الانتهاء.

وبحسب الصحيفة أن ما يقف خلف قرار سحب القوات الروسية التي تمتلك قواعد عسكرية في اللاذقية وطرطوس وحمص، هو مشروع "القوى المشتركة" الذي تمّ التوصّل إليه عبر التعاون الروسي-التركي-الإيراني.

وأردفت الصحيفة أنّ لقاء على مستوى وفود روسية وتركية وإيرانية عُقد في إطار مشروع الجيش المشترك الذي يهدف إلى إرساء السلام والأمن في مناطق سورية عدّة مثل اللاذقية وحلب وحمص وحماة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!