ترك برس

تطرّق نائب رئيس الوزراء التركي والنّاطق الرسمي باسم الحكومة "بولنت أرنتش" إلى العلاقات التركيّة مع الدّول العربية، وذلك خلال لقائه مع مراسلة موقع الجزيرة ترك "ديدم أوزال تومر".

وأفاد أرنتش بأنّ الفتور الذي أصاب العلاقات التركية مع بعض الدّول الخليجية، ناتجٌ عن مواقف قيادات تلك الدّول من القضايا والمشاكل العالقة في المنطقة وخاصّةً الأزمة السوريّة والمصريّة بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والمواقف المتباينة من الحصار المفروض على قطاع غزّة، مضيفاً أن حالة الفتور هذه لن تدوم طويلاً بسبب العلاقات التّاريخية والرّوابط الأخويّة والعوامل الجغرافية المشتركة التي تربط بين الشعبين العربي والتركي.

كما أوضح أرنتش أنّ تباين المواقف بين قيادات الدّول حيال الأزمات التي تعصف بالمنطقة، أمر طبيعي، لكن لا يجب أن تؤثّر هذه الاختلافات على العلاقات التّجاريّة والسياسيّة بين البلدان على المدى البعيد، وأوصى بوجوب تحويل هذه الخلافات إلى تطبيع جديد يقوّي العلاقات بين البلدان بشكلٍ أكثر متانة من ذي قبل.

وحول العلاقات التركيّة مع مصر، قال أرنتش: "إنّ تركيا ترفض ما جرى في مصر من انقلابٍ على الحكومة الشّرعية وذلك من مبدأ الحفاظ على الدّيمقراطية. وقامت بالتنديد بهذه العمليّة، إلّا أنّ الأمر أصبح واقعاً لا يمكن رفضه. فقد لاقى هذا الانقلاب ترحيباً من الولايات المتّحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. أمّا نحن فعلينا أن نعيد النّظر في علاقاتنا مع القيادة المصرية بسبب الرّوابط المتينة بين الشّعبين المصري والتركي لكنّ على القيادة المصريّة أن تبادر بالخطوة الأولى لتحسين العلاقات المتجمّدة بيننا".

ورداً على سؤالٍ حول رأيه في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أكّد أرنتش أنّ جماعة الإخوان المسلمين ومنذ تأسيسها لم تقم بأعمالٍ إرهابية ولم تحرّض يوماً ما على حمل السّلاح والكفاح المسلّح، معتبراً جماعة الإخوان كياناً سياسياً، يمارس دوره ويطالب بحقوقه ضمن أسس الديمقراطية.

أمّا عن العلاقات التركيّة مع دولة الإمارات العربية المتّحدة، أفاد أرنتش بأنّ الأحداث التي جرت في مصر أثّرت على علاقات تركيا مع الإمارات وبعض الدّول الخليجيّة، وذلك بسبب عدم تبني هذه الدّول نفس السياسات التركية حيال المسألة المصريّة، حيث أوضح أنّ بعض الدّول الخليجيّة كانت متخوّفة من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على السّلطة في مصر، مضيفاً أنّ هذه الخلافات عابرة وأنّ العلاقات ستعود إلى مجراها الطّبيعي في القريب العاجل.

ونوّه أرنتش إلى أنّ بعض الأطراف تحاول تشويه سمعة الدّولة التركيّة بمحاولتها فرض نظام حكمها على الدّول العربية وإجبار شعوب المنطقة على تغيير أنظمتها، مؤكّداً أنّ الحكومة التركية لا تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، بل على العكس، فإنّ تركيا تحاول تحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

وعن زيارته المرتقبة إلى الكويت، أفاد أرنتش بأنّ زيارته إلى الكويت تأتي ضمن إطار المشاركة في أعمال اجتماع وزراء الأوقاف، حيث أوضح أنّه سيقوم بعقد لقاءٍ مع أمير دولة الكويت، بالإضافة إلى عدد من اللقاءات مع المسؤولين الكويتيين، وذلك لتطوير العلاقات التّجارية ورفع مستوى الاستثمارات بين البلدين.

وفي مستهلّ حديثه، أفرد أرنتش جزءاً من كلامه للحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وكيفية محاربته، حيث أكّد بأنّ تركيا سوف تشارك بعمليّات التّحالف فعليّاً في حال تمّ قبول الشّروط التركيّة التي قدّمتها في هذا الصّدد، حيث أعلن أنّ وفد التّحالف سيقوم بزيارة العاصمة التركية خلال شهر كانون الثاني/ يناير من العام القادم لوضع النّقاط الأخيرة ومناقشة الشروط التركية فيما يخصّ مسألة إنشاء المناطق العازلة والآمنة ضمن الأراضي السوريّة، بالإضافة إلى حظر الطّيران الأسدي.

وبالتّطرّق إلى الأمور الدّاخليّة لتركيا، قال أرنتش إنّ عمليّة المصالحة الوطنية بدأت تتقدّم بسرعة وإنّ مسألة إخلاء سبيل زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) والمطالبة بالحكم الذاتي، أمر غير مطروح على طاولة المفاوضات وأنّه مرفوض من قبل الشّعب التركي.

وعن الكيان الموازي والقرار الصّادر بحق زعيمه فتح الله غولن، أكّد أرنتش أنّ العمل جارٍ لإصدار مذكّرة باعتقال غولن عن طريق الإنتربول الدّولي، موضّحاً أنّ الأجهزة القضائية تعمل حالياً على صياغة مبرّرات طلب الاعتقال لتقديمها إلى وكالة الإنتربول.

كما تطرّق إلى الانتقادات التي وجّهها الاتحاد الأوروبي للحكومة التركيّة عقب حملة الاعتقالات التي شهدتها تركيا بحق عناصر تنظيم الكيان الموازي، حيث أوضح بأنّ الانتقادات الأوروبية كانت سابقة لأوانها وأنّ الأوروبيين لم يقوموا بالاستفسار عن سبب الاعتقالات، مبيّناً أنّ التّصريحات الأوروبية جاءت بعد 10 دقائق من قيام السلطات القضائية والأمنيّة بتنفيذ الحملة وهذا دليل على أنّ الاتحاد الأوروبي كان على علمٍ مسبق بالحملة وأنّهم كانوا قد أعّدوا تلك الانتقادات مسبقاً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!