محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بحسب ما تناقلته أخبار وكالات الأنباء فإن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان دعا إلى إنزال عقوبة الإعدام بالشاب الفلسطيني عمر العبد، الذي قتل ثلاثة مستوطنين يهود في الضفة الغربية المحتلة.

ليبرمان، الذي يعتزم تقديم مشروع قانون للبرلمان يتيح إنزال عقوبة الإعدام بالفلسطينيين، طالب القضاء الإسرائيلي خلال جلسة محاكمة العبد أمس الأول، بإصدار حكم الإعدام على الشاب الفلسطيني.

الدم اليهودي

قال ليبرمان في تغريدة نشرها في حسابه على موقع تويتر: "الموت هو العقوبة المناسبة الوحيدة لمثل هذه الجريمة. أدعو القضاة إلى التحلي بالشجاعة وإصدار حكم بالإعدام على منفذ العملية، دم اليهودي ليس مستباحا، ولن يتم التخلي عن الدم اليهودي، لا مكان للإرهابيين، ولا حتى في السجون".

إعدام أدولف آيخمان

وبخصوص مشروع القانون الذي ينص على فرض عقوبة الإعدام بحق الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات ضد المستوطنات اليهودية قال ليبرمان: "قانون من هذا النوع موجود أيضًا في القوانين الأمريكية. ولهذا من الأفضل أن تتبع إسرائيل النظام الديمقراطي الأقوى في العالم".

عقوبة الإعدام غير مدرجة في المحاكم المدنية الإسرائيلية. أما في المحاكم العسكرية فيمكن تطبيق هذه العقوبة في حالات استثنائية جدًّا. استُخدمت هذه الصلاحية مرة واحد فقط في تاريخ إسرائيل، حين صدر حكم بإعدام أدولف آيخمان المتهم بجرائم إبادة في ألمانيا النازية، في قضية نظر فيها القضاء عام 1962.

الولايات المتحدة الأمريكية نموذجًا

هذا ما قاله ليبرمان حول مشروع القرار الذي ينص على إعدام الفلسطينيين. عند قراءة أقوال ليبرمان هل من الممكن للمرء ألا يستذكر ما قاله حكام ألمانيا النازية عن اليهود أو ما فعله آيخمان وأمثاله من أجل إبادتهم؟

لكن أليس الجانب الأكثر غرابة في الأمر هو قول ليبرمان: "قانون من هذا النوع موجود أيضًا في القوانين الأمريكية. ولهذا من الأفضل أن تتبع إسرائيل النظام الديمقراطي الأقوى في العالم"، وهو يدافع عن مشروع القانون المذكور؟

قانون غوانتانامو

عند الحديث عن القانون المطبق في غوانتانامو على وجه الخصوص، يتزايد عدد من يدعون أن الولايات المتحدة تعلق العمل بالقانون عند الضرورة وأن هذا وجه من وجوه الديمقراطية. رغم أن مصطلح "قانون غوانتانامو" في العالم المعاصر يستخدم من أجل كل نظام لا مكان فيه للقانون.

أليس من المضحك المبكي في عالم اليوم أن يشير إسرائيلي يتحدث عن الفلسطينيين بعقلية متوارثة من عهد الهولوكوست، إلى الولايات المتحدة كنموذج عن الديمقراطية، وهي التي استخدمت العقلية نفسها ضد المعتقلين في غوانتانامو؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس