ترك برس

أعلنت مصادر إعلامية تركية قبل يومين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيزور الفاتيكان في الخامس من فبراير/ شباط المقبل، وسيجري مباحثات مع البابا فرانسيس. ويأتي هذا اللقاء بعد أن أجرى الرئيس التركي أواخر الشهر الماضي مباحثات هاتفية مع بابا الفاتيكان، بحثا فيه تداعيات القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وفي هذا الصدد نشر موقع "كراكس" (Crux) المتخصص في أخبار الكنيسة الكاثوليكية تقريرا قال فيه إن اللقاء القادم سيكون مهما على أربع مستويات، أولها وأهمها مسألة القدس، حيث يأمل أردوغان وفرانسيس في أن يعدل الرئيس الأمريكي عن قراره، لا سيما إن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أعلن أن نقل السفارة لن يحدث هذا العام أو في العام المقبل على الأرجح.

ثانيا، تأتي أهمية الاجتماع من أنه يضع نهاية لتدهور العلاقات التركية/ الفاتيكانية الذي بدأ في عام 2015، عندما استخدم فرانسيس علنا ​​كلمة "الإبادة الجماعية" في توصيف مقتل الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى. ثم عاد البابا وكرر اتهام تركيا خلال رحلته إلى أرمينيا عام 2016.

وترفض تركيا الادعاء بأن هناك إبادة جماعية، ورد الرئيس أردوغان على تعليق فرانسيس من خلال تقديم النصح له "بعدم تكرار هذا الخطأ"، وفي عام 2016 وصف وزير في الحكومة التركية تصريح فرانسيس بأنه يعكس "عقلية الحروب الصليبية".

ويضيف الموقع أن هذه الجفوة في العلاقات قد تنوسيت إلى حد كبير، وأن اللقاء القادم يدل على أن العلاقات عادت إلى مسارها الصحيح.

ثالثا، ووفقا للموقع فإن أهمية الاجتماع ترجع إلى أن الجانبين لديه شيء يكسبه، لكن ليس لديه ما يخسره. فمن ناحية من المرجح أن يخبر مستشارو البابا أن إبقاء علاقته جيدة مع أردوغان قد يثمر في الوقت الحاضر بطرق غير متوقعة. أما أردوغان فهو يعرف بالفعل أن فرانسيس على استعداد لإنفاق بعض رؤوس أمواله السياسية مع تركيا لشيء يعتبره مهما، مثل الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.

ويأتي الزعيم التركي إلى روما وهو يعلم إن فرانسيس يمكن أن يطرح بعض القضايا التي تتعلق بالأقلية الأرثوذكسية في تركيا، مثل إعادة فتح كلية اللاهوت في هايبيليادا (هالكي باليونانية) على إحدى الجزر قبالة ساحل إسطنبول والتي أغلقت عام 1971.

وبالإضافة إلى ذلك، وعلى افتراض أن فرانسيس وأردوغان سيناقشان بالفعل سوريا والعراق، فقد يكون بينهما اختلاف طفيف في وجهات النظر .

رابعا وأخيرا، فإن الحوار المستمر بين فرانسيس وأردوغان هو جزء من تحول تاريخي أوسع في الفاتيكان، يتمثل في التحول من الحوار مع اليهودية إلى الحوار مع الإسلام.

وأوضح الموقع أن الفاتيكان بدأ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، في النظر إلى العلاقة مع الإسلام على أنه حوار مع الدين الرائد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التأثير المباشر الكبير للإسلام في العالم وليس في الأرض المقدسة فقط. وقد تمثل هذا التحول من الحوار الذي كان لاهوتيا بين الأكاديميين إلى الحوار مع الساسة والدبلوماسيين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!