بولنت أرانديتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

تحتفل "صحيفة حريت" ودولة إسرائيل بالذكرى الـ67 لتأسيسهما في عام 2015، حيث صدرت الأولى في 1 مايو/ أيار/ 1948، في حين قامت الثانية بـ 14 مايو/ أيار من نفس العام.

منذ سنوات طويلة، و الأحاديث تدور، و المقالات تُكتب، عن العلاقة و التقارب بين تاريخ قيام إسرائيل و صدور "حريت". في متناولي الآن صحيفتين، "حريت" و "زمان"... ما هذا التوافق!! "حريت" و "زمان" و "خلوق دينتشر"، رئيس جمعية الصناعيين و رجال الأعمال الأتراك "توسياد"، تشابه كبير، جعلني أذرف الدموع -الله يديم المحبة بينهم-. حريت تعنون بأن رئيس الـ"توسياد" لا يعتقد بوجود كيان موازي في تركيا...

و في اليوم التالي، تخصص "صحيفة زمان" الصفحة السابعة كاملةً لأقوال "دينتشر" المُدافعة و المساندة للكيان الموازي مع صورة كبيرة له في أعلى الصفحة. الصفحة السابعة في "زمان" تليق جداً بـ " دينتشر".. تذكرني بـ 007 جيمس بوند، العميل الاستخباراتي الانكليزي الشهير. يا للصُدفة، دائماً ما نرى الانكليز في أماكن الفوضى حال حدوثها في الأراضي التركية. و دائماً ما نرى عملاء الاستخبارات الانكليز في مناطق النفوذ التركي في الخارج.. فـ"لورنسات العرب" العصريين – جمع لورنس–  ما زالوا في الخدمة.

التأسيس العميق..

بين يدي قُصاصة من "صحيفة أكشام"، العدد الصادر بتاريخ 19 أبريل/نيسان 2010.. (بصمة يهودية في تأسيس صحيفة حريت) للكاتب "غوركان هاجير". بأموال أي عائلة يهودية تأسست "حريت" التي يمتلكها "آيدن دوغان"!! (وفاة "مونيك بينديرات" بنت العائلة التي رسمت قَدَر حريت)، الأسبوع الفائت (2010). مونيك هانم بنت عائلة "بورلا" اليهودية المهاجرة من اسبانيا إلى ليفورنو في إيطاليا، و منها إلى سيلانيك، لينتهي بهم المطاف في اسطنبول. حيث افتتحوا شركتهم في غالاطة، و كبر شأنهم.

كيف تأسست حريت؟

قام الأخوة "بورلا" بنشر الكثير من الإعلانات في الصحف، في وقت لم تكن فيه فكرة الإعلانات منتشرة بكثافة بعد، و قدموا الدعم لـ"سدات سيمافي" الذي كان يخطط لإصدار صحيفة جديدة، حيث كانوا هم من يستورد الورق الخام للصحيفة، كما أقرضوا "سيمافي" مبلغاً كبيراً من المال، وهكذا تأسست الصحيفة بأموال عائلة "بورلا".

في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2006، اشترى عملاق الإعلام الألماني "آكسل سبرينغر"، 25 بالمائة من أسهم "قناة دوغان" التابعة لشركة دوغان القابضة، بقيمة بلغت 375 مليون يورو، أفاد على أثرها رئيس مجلس الإدارة "محمد علي يالتشينداغ"، بأن دورهم سيصبح إقليمياً بعد ذلك التاريخ.

الإثارة الإسرائيلية!!

على خلفية "الشراكة الاستراتيجية" بين "آكسل سبرينغر" و "حريت": في يوليو/تموز عام 1966، أجرى "سبرينغر" زيارته الأولى لإسرائيل، و بعد عودته لألمانيا، كشف عن مبادئه الاستراتيجية في اكتوبر/تشرين الأول عام 1967، تلك المبادئ التي وُضعت له كانت كالتالي، البحث عن سبل المصالحة بين اليهود و الألمان، و الدفاع عن حقوق الدولة الإسرائيلية، و الدفاع عن الاتحاد الأوربي، و السعي للدفاع عن الحقوق الأساسية في الولايات المتحدة الأمريكية و الدول التي تتمتع بالديمقراطية.

"سبرينغر" الذي أمر بالدفاع عن الحقوق الإسرائيلية، شريك مع "آيدن دوغان" الآن.

برأيكم، الشركاء الاستراتيجيين ماذا يفعلون الآن؟ يقومون بنشر أخبار متوازية، كان آخرها، دعم الانقلاب و الدفاع عن الكيان الموازي على لسان "دينتشر"، و تخصيص كامل الصفحة السابعة له في "صحيفة زمان"، ما دلالة تخصيص الصفحة السابعة 007 لـ جيمس بوند؟

وأخيراً، كلمة الصحفي "ألبير غورموش": لقد كانت حريت تطلق صفة التشبيه "و كأن" ببراعة كبيرة للغاية. حيث أنها كانت تحمل في طياتها روحاً استبدادية يكسوها بدن ملؤه المتعة، و كان بإمكان هذا البدن أو الجسم المنير أن يخفي الروح الاستبدادية في داخله. كانت تظهر و كأنها تدعو إلى الحرية، لكنها لم تكن كذلك. و كانت تبدو و كأنها مدنية أو جماهيرية، لكنها ليست كذلك أيضاً. ميديا كرونيك (2000-2002) الشهادة لكم يا شعبي العزيز...

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس