ترك برس

بتاريخ 16 آذار/ مارس، من المقرر أن تنعقد قمة بين وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا في أستانا لتباحث الشأن السوري، بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالأزمة السورية، ستافان دي ميستورا. وتأتي هذه المحادثات تزامنا مع إحراز قوات النظام السوري المزيد من التقدم في الغوطة الشرقية ضد قوات المعارضة.

وفقا لوكالة "المصدر نيوز"، تمكنت قوات النظام السوري من استعادة قرية المحمدية وجميع الأراضي الزراعية المحيطة بها بعد اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة. ومن المؤكد أن رهانات إعادة إعمار هذه الدولة التي مزقتها الحروب بالوكالة لسنوات عديدة، ستكون من بين المواضيع التي ستناقش في هذه القمة.

في المقام الأول، ستركز محادثات أستانا على مناقشة الأوضاع في سوريا، حيث ستسعى الأطراف المشاركة إلى إيجاد حل لوقف إطلاق النار على خلفية خرق كل من نظام الأسد وروسيا للهدنة الإنسانية. وحسب ما أكدته أستاذة العلاقات الدولية في جامعة صباح الدين زعيم في إسطنبول، الإيطالية فاليريا جيانوتا، أجرى الرئيس التركي عدة مكالمات هاتفية مع نظرائه للبحث في الوضع الإنساني المتأزم في سوريا.

وفي سياق متصل، أوردت فاليريا جيانوتا أن التعاون بين كل من روسيا وإيران وتركيا يهدف إلى التخفيف من حدة التوترات في سوريا. وفي الواقع، تعد محادثات أستانا بمثابة تقييم لمؤتمر سوتشي، الذي عقد في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، فضلا على أنها ستدرس مدى نجاعة القرارات التي تمخضت عنه لوضع حد للحرب السورية. كما تسعى كل من طهران وموسكو وأنقرة إلى إيجاد حل سياسي مشترك للأزمة السورية.

ومن جهتها، تسعى تركيا إلى إقامة نقاط مراقبة في إدلب في المواقع العسكرية التابعة لها، بهدف منع حدوث المواجهات والاشتباكات العسكرية بين قوات النظام والمعارضة، فضلا عن محاولة وقف إطلاق النار. في سبيل ذلك، عملت تركيا على تشكيل هذه المراكز على إثر المحادثات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. كما سبق لأنقرة أن تقدمت بمطلب لإنشاء منطقة عازلة في محافظة إدلب، ومن المتوقع أن تطلب إنشاء مناطق آمنة أخرى في جنوب سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا عازمة على إقامة مخيمات تستوعب 170 ألف شخص، في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في شمال سوريا؛ نظرا لارتفاع عدد اللاجئين السورين الفارين من ويلات الحرب. ومن المنتظر أن تقدم محادثات أستانا حلولا سياسية أكثر فاعلية هذه المرة. إلى جانب ذلك، ستناقش تركيا عملية غصن الزيتون، التي حظيت بموافقة موسكو إلا أنها أثارت غضب طهران.

وفي الواقع، تعد مباحثات أستانا في كازاخستان بمثابة الاجتماع التحضيري للقمة الثلاثية التي ستنعقد في الرابع من نيسان/ أبريل في إسطنبول. وفي 13 آذار/ مارس، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو.

وحسب ما أكدته الوكالة العربية السورية للأنباء، يعتبر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن عملية الجيش السوري لمحاربة الإرهاب في الغوطة لا تنتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 240، المتعلق بوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الهجمات السورية تهدف إلى التصدي للإرهاب. كما أكد فاسيلي نيبينزيا أن الحكومة السورية لها الحق الكامل في السعي إلى القضاء على الأخطار الأمنية التي تهدد المواطنين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!