ترك برس

تناول تقرير في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية العمليات العسكرية التي تشنّها القوات المسلحة التركية في الأراضي السورية والأنشطة التي تقوم بها السلطات المدنية التركية بشأن إعادة إعمار المناطق المحررة، مشيرة إلى التطورات في مدينة جرابلس (شمال) المحررة ضمن عملية "درع الفرات".

وتقول كاتبة التقرير، كارلوتا غال، إن مدينة جرابلس تراها تركيا نموذجا يمكن تطبيقه في عفرين، التي تبعد 100 ميل عنها، لافتة إلى أن الحكومة التركية قامت بالترتيب لزيارة لـ"نيويورك تايمز"؛ حرصا منها على إظهار نجاحها في إدارة مناطق في شمال سوريا تحت حمايتها.

ويذكر التقرير أن جرابلس، التي تم تحريرها من تنظيم الدولة عام 2016، يديرها مجلس مؤلف من مدرسين ومهندسين، شارك معظمهم في الثورة الأصلية ضد حكومة الأسد، وفق ما أورد موقع "عربي21".

الدكتور يشار أكسانيار، الموظف التركي الحكومي، يقوم بوظيفة نائب الحاكم في المدينة، وينسق عملية إعادة البناء والمساعدات الإنسانية، ويقوم الجيش التركي مع الجيش السوري الحر بتوفير الأمن. وقال: "يتخذ المجلس المحلي قرارات، ونحن نوفر التجربة".

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن أهم التحديات هي غياب البنية التحتية، ونقص الخدمات الحكومية، من ماء وكهرباء.

يقول الدكتور أكسانيار إن أولويته بصفته طبيبا ومدير خدمات إنسانية أن يساعد المحتاجين، حيث تضاعف حجم المدينة الحدودية الصغيرة إلى ضعف عدد سكانها الأصليين؛ بسبب قدوم النازحين من مناطق أخرى من سوريا، ولا تكفيهم المساعدات التي تقدمها تركيا، واشتكى الناس الذين يعيشون في المخيم من عدم وصول مساعدات منذ أشهر.

وتكشف الكاتبة عن أنه تم فتح مستشفى وأكثر من 100 مدرسة بمساعدة تركية، وأصبحت المدينة تعج بالتجارة والبناء في الشوارع كلها، مستدركة بأن بعض السوريين وبعض الأتراك يشجبون هذا الوجود التركي، ويصفونه بأنه احتلال، إلا أن هذا الوجود سمح لهذه المدينة المعارضة للأسد بأن تعيش بحرية ودون تهديد القصف.

يُشير التقرير إلى أن "كثيرا ممن يعيشون في جرابلس اليوم يقولون إنها أفضل من تجربتهم تحت حكم الأسد، أو الإسلاميين المتطرفين، أو وحدات حماية الشعب الكردية، التي تفرض التجنيد الإجباري في المناطق التي تسيطر عليها".

وعملية "درع الفرات"، امتدت من 24 آب/ أغسطس 2016 حتى 23 آذار/ مارس 2017، وتم بموجبها تحرير المناطق والبلدات والقرى التابعة لكل من المدن "أعزاز" و"جرابلس" و"الباب" و"الراعي" من تنظيم "داعش".

في السياق، تطرقت صحيفة "صباح" التركية في تقرير لها إلى انتعاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية في منطقة "ردع الفرات" بالكامل، حيث تشهد مدينة جرابلس توسعا في المساحات السكنية، إذ يجري بناء 900 وحدة سكنية.

وأشارت إلى استمرار إدخال مواد البناء من حديد وإسمنت من خلال معبر جرابلس إلى المدينة، بالإضافة إلى المدارس التي ارتفع أعدادها ويتم دفع رواتب المعلمين من قبل وقف المعارف التركي التابع لوزارة التربية التركية.

هذا إلى جانب المستشفيات والمراكز الصحية وانتشار محلات البقالة والأسواق، فضلا عن الاستثمارات في زيت الزيتون والقمح والفستق وغيرها من الغذائيات والخضراوات.

كما تواصل القوات التركية عمليات إزالة الألغام في بعض المناطق لإعادة استخدامها كأراضٍ زراعية في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!