ترك برس

نشرت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، تقريرًا للكاتب "دميتري روديونوف"، حول أمل فرنسا في أن تكون الضربة الصاروخية الثلاثية ضد النظام السوري، قد دقت إسفينا بين روسيا وتركيا، وأحلام الرئيس إيمانويل ماكرون، بزعامة أوروبا.

وأشار التقرير إلى أن باريس تعتقد بأن الهجوم الصاروخي الذي شنته قبل أيام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، قد أحدث شرخا بين روسيا وتركيا، اللتين لديهما وجهات نظر مختلفة حول المستقبل السياسي للجمهورية العربية السورية، وفق وكالة "RT".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على قناة BFMTV التلفزيونية: "نتيجة لهذه الهجمات، حدث شرخ بين روسيا وتركيا. أدانت تركيا الهجوم الكيماوي ودعمت العملية التي أجريناها".

نائب مدير المعهد الوطني لتطوير الايديولوجيا المعاصرة، إيغور شاتروف، يرى أن هجمات الغرب على سوريا سعت، من بين ما سعت إليه، إلى إحداث شرخ في الاتحاد الثلاثي بين روسيا وتركيا وإيران.

وأضاف شاتروف: يتصرف ماكرون كقائد دبلوماسي لأوروبا. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحسن وضع فرنسا، ويضع باريس داخل الاتحاد الأوروبي في مرتبة برلين.

ماكرون، ينشط ليس فقط في الاتجاه السوري، إنما والروسي، وقد أكد مشاركته في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي. فهذا يعني أنه يرسم للاجتماع ببوتين.

ووفقًا لشاتروف، يستغل ماكرون الوضع (في ألمانيا). فبرلين لا تستطيع التقدم بمبادرات جادة، بعد أن غرقت ميركل في الوضع المليء بالثغرات حول "السيل الشمالي-2"، وتكافح من أجل التصدي لمطالبات الولايات المتحدة وأعضاء أوروبا الشرقية المتحمسين في الاتحاد الأوروبي.

لذلك، يمكن لماكرون القدوم إلى "سان بطرسبورغ" كممثل عن "أوروبا العجوز" بأكملها، وليس فرنسا فقط.

وردًا على سؤال الصحيفة "إلى أي حد يمكن للخلاف بين موسكو وأنقرة أن يخدم الغرب؟"، قال الخبير الروسي: الهدف الرئيس من الاستفزاز هو على وجه التحديد تشويه سمعة روسيا، وتركها بمفردها.

لذلك، فإن أي خلاف بين روسيا وتركيا وإيران لمصلحة الغرب. (المطلوب) التنكر لدور روسيا كضامن رئيس ومنظم لعملية السلام في سوريا، وفق تعبيره.

وعن مستقبل الحوار بين موسكو وأنقرة في المسألة السورية، أشار شاتروف إلى أن "زيارة بوتين إلى أنقرة أكدت على الأقل أن العلاقات الاقتصادية بين بلدينا لها أفق معيّن.

بوجهات نظر تختلف أحيانًا بشكل جذري عن موقف روسيا، تحاول تركيا الجلوس على كرسيين. مع الحفاظ على إخلاصها لحلف الناتو وقائدته الولايات المتحدة، تنتهج أنقرة سياسة مستقلة مع روسيا.

كم من الوقت سينجح أردوغان في ذلك؟ لا أعرف. لكن هناك أمرا واحدا واضحا، هو أن الغرب سيضغط باستمرار على مواضع الألم. هناك على الأقل نقطتا "خلاف" بين روسيا وتركيا: مصير الأسد ومستقبل الأكراد السوريين. يجب فهم ذلك والاستعداد له".

في السياق، نشرت مجلة نيوزويك الأميركية مقالا تحليليا اشترك في كتابته كل من جوناثان ووتشتيل وألبيرت ووتشتيل، يقولان فيه إنه على الرغم من الضربة الأميركية البريطانية الفرنسية الضرورية الأخيرة على مواقع البنية التحتية للأسلحة الكيميائية التابعة لرئيس النظام السوري بشار الأسد فإن الولايات المتحدة تخسر في سوريا.

ويضيف الكاتبان أن الولايات المتحدة تتسبب في جعل مواطنيها ومقاتليها لأجل الحرية يخسرون أيضا على المستوى العالمي، ففي حين يخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسحب القوات الأميركية من سوريا فإن كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اختتموا قمة أخرى في أنقرة أوائل الشهر الجاري، الأمر الذي يعزز لهذه الدول الثلاث المزيد من القوة والنفوذ في المنطقة والعالم على حساب الولايات المتحدة.

ويقول التحليل إن ترتيب أوضاع الشرق الأوسط يعتبر على المحك، وإنه يجب على الولايات المتحدة إعادة الانخراط في المنطقة، وإنه يجب على أميركا أيضا بوصفها أقوى دولة في العالم أن تقود السياسة العالمية.

ويمضي بالحديث بإسهاب عن الدور الذي تلعبه كل من روسيا وتركيا وإيران في سوريا وعن تعقيدات الحرب المستعرة فيها منذ سنوات، وعن إستراتيجية هذه الدول الثلاث تجاه سوريا والمنطقة برمتها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!