ترك برس

اتفقت تركيا والولايات المتحدة يوم الاثنين على خارطة بشأن مدينة منبج شمال سوريا، وذلك حسبما أعلنت وزارة الخارجية التركية عقب اجتماع بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن.

وقالت الخارجية التركية في بيان لها أن الوزيرين أخذا خلال اجتماعاتهما، بعين الاعتبار توصيات مجموعة العمل التركية الأمريكية بشأن سوريا، وذلك لتضمين خطوات في خارطة الطريق، تهدف لضمان أمن واستقرار منبج.

وأضاف بيان الخارجية أن الطرفين يدعمان خارطة الطريق ويؤكدان على التزامهما بتنفيذها، إضافة إلى المتابعة القريبة للتطورات التي ستلي ذلك على الأرض.

تأتي هذه الخطوة أيضًا في سياق جهود تطبيع العلاقات التركية الأمريكية، التي يتوقع أن تتلقاها تركيا على مضض، خاصة بعد فشل الولايات المتحدة في التعاون بشأن تنظيم “بي كي كي” الإرهابي في سوريا.

وفي حديث للصحفيين بعد اجتماع للحكومة تلا اجتماع جاويش أوغلو وبومبيو، قال المتحدث باسم الحكومة التركية ونائب رئيس الوزراء بكير بوزداغ إن تركيا والولايات المتحدة اتفقتا على جدول زمني لانسحاب وحدات حماية الشعب من منبج.

وفي خطاب له في فعالية منفصلة في واشنطن، عقب اجتماعه مع بومبيو الذي دام قرابة ساعة، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إن الاجتماع كان “مثمرًا”، وأضاف: “لقد حققنا تقدمًا كبيرًا بشأن وحدات حماية الشعب (في منبج)”.

وأشار جاويش أوغلو إلى أن تركيا تتوقع أن تفي الولايات المتحدة بمسؤولياتها بشأن خارطة الطريق، وأضاف: “نتوقع نتائج ملموسة”.

وقد شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا لجهود واشنطن بهدف تطبيع العلاقة مع أنقرة في شمالي سوريا، وخاصة بعد عملية غصن الزيتون المشتركة بين تركيا والجيش السوري الحر، التي انطلقت في 20 كانون الثاني/ يناير بهدف تطهير مدينة عفرين في شمال غربي سوريا، من سيطرة وحدات حماية الشعب.

وكان البلدان قد أسسا آلية لمعالجة القضايا التي تخص العلاقة بينهما في مجموعات عمل، تتضمن جلب الاستقرار إلى منبج ومنع وقوع أي اشتباكات غير مرغوب فيها، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون إلى أنقرة في شباط/ فبراير الماضي. وجرى اللقاء الأخير بين مسؤولي البلدين الأسبوع الماضي في أنقرة.

وأضاف بيان وزارة الخارجية التركية أن “جلسة أولية لمجموعة العمل بشأن القضاء وقضايا أخرى جرت فورًا بعد اللقاء”.

وعقد جاويش أوغلو وبومبيو لقاءً ثنائيًا في الشهر الماضي على هامش اجتماع كبار الدبلوماسيين في الناتو لمناقشة الوضع في أفغانستان وروسيا والناتو نفسه.

خطة بثلاث مراحل

تمت خلال اجتماع جاويش أوغلو وبومبيو يوم الاثنين، مناقشة خطة تقنية من ثلاث مراحل، كانت وكالة الأناضول قد أشارت إلى أن مجموعات العمل بين تركيا والولايات المتحدة، توصلت إليها في الأسبوع الماضي.

ووفقًا للخطة، سيغادر عناصر وحدات حماية الشعب منبج خلال 30 يومًا. وفي المرحلة الثانية من الخطة تتولى تركيا والولايات المتحدة، بشكل مشترك، مراقبة المدينة بعد 45 يومًا.

أما في المرحلة الثالثة من الخطة، إلى أن من المتوقع أن يتم إنشاء حكومة محلية خلال 60 يومًا بدءًا من الاتفاق. كما سيتم إنشاء مجلس عسكري سيوفر الأمن للمدينة ولمجلس المدينة، الذي سيوفر الخدمات، وذلك وفق التركيبة الديموغرافية، التي يشكل العرب 90 بالمئة منها. ويتوقع أن يؤخذ بعين الاعتبار التعداد السكاني لمرحلة ما قبل سيطرة وحدات حماية الشعب لأغراض إدارية في منبج.

الدعم العسكري الأمريكي لوحدات حماية الشعب أضر بالعلاقات

كان الدعم العسكري واللوجستي الأمريكي للفرع السوري لتنظيم “بي كي كي”، واحدًا من القضايا الرئيسية العالقة بين أنقرة وواشنطن. إذ تقول واشنطن إن الدعم يذهب إلى قوات سوريا الديمقراطية، التي تزعم إنها تتشكل من فصائل متنوعة عرقيًا، كجزء من قتالها ضد تنظيم داعش.

في حين أن الحقيقة هي أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تتشكل بالغالب من قبل وحدات حماية الشعب، الفرع السوري لتنظيم بي كي كي الذي تعده أنقرة إرهابيًا. وتقول أنقرة إن وجود قسد غطاء لوحدات حماية الشعب.

ومنذ إطلاق عملية عفرين، رفعت تركيا من نبرة مخاوفها بشأن وجود عناصر وحدات حماية الشعب (ي ب ك) في منبج، التي دخلتها “ي ب ك” في 2016. وطالبت تركيا مرارًا بخروجها من المنطقة.

وكانت الولايات المتحدة قد وعدت تركيا بأن عناصر “ي ب ك” سيغادرون غرب سوريا، بما في ذلك منبج، إلى شرق نهر الفرات. ورغم ذلك، لم تفِ الولايات المتحدة بوعدها، الذي قطعته في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وهناك قرابة ألفي جندي أمريكي في منبج وأكثر من عشر قواعد أميركية في شمالي سوريا، وفقًا لمصادر غير رسمية.

وصرحت الحكومة التركية في وقت سابق بأن “ي ب ك” يسعى لإنشاء منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا، الذي تصفه أنقرة بأنها “ممر إرهابي”، وأضافت أنه بسبب العلاقة بين “ي ب ك” و”بي كي كي” لن يتم السماح بتشكيل هذا الممر.

وكان “ي ب ك” يسعى إلى ربط كانون عفرين في شمال غربي سوريا، بكل من كوباني والجزيرة في الشمال الشرقي. إلا أن عملية غصن الزيتون قوضت مساعيه، وقال مسؤولون أتراك إن العملية ستستمر حتى “تطهير حدود تركيا كلها من الإرهابيين”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!