ترك برس

أدلى الرّئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بتصريحاتٍ، قيّم فيها الأوضاع الدّاخلية والخارجية، وذلك في لقاءٍ مع عدد من الصّحفيّين بُثّ على قناة تي ري تي "TRT" التركية، حيث قام ترك برس بتغطية اللقاء الأول للرئيس اردوغان مع الصّحفيّين في القصر الرئاسي الجديد للقارء العربي مباشرة.

ففي بداية حديثه استعرض الرئيس أردوغان ما قام به من زياراتٍ خارجية وعقده عدّة لقاءلات مع قادة وزعماء العالم، بالإضافة إلى استقباله عدد من القادة في العاصمة التركية أنقرة.

وفيما يخصّ مسألة الانتقال بنظام الحكم في البلاد إلى النّظام الرئاسي، أوضح أردوغان أنّ 10 من مجموع دول قمّة العشرين يتّبعون النّظام الرّئاسي في بلدانهم، وانّ سعي تركيا للإنتقال إلى النّظام الرئاسي، يأتي في إطار تسريع نمو وتطوير الدّولة التركية، حيث قال في هذا الصّدد: " إنّ النّظام الرئاسي سوف يُعجّل من سير العمل ويسرّع من عملية التنسيق والاتصال بين مؤسّسات الدّولة"

وفي هذا السّياق، إنتقد أردوغان تصريحات المعارضة الدّاخلية بشأن رغبته التّفرّد في السّلطة، حيث اكّد بأن النّظام الذي يسعون إلى الوصول إليه لا دخل له بتفرّد الفرد بالسّلطة وأنّ العمل سيكون منسّقاً بين مؤسّسات الدّولة الواحدة.

وتطرّق أردوغان إلى مسيرة المصالحة الوطنية، حيث شكّك في نيّة حزب الشّعوب الدّيمقراطية في إيصال هذه المسيرة إلى برّ الأمان قائلاً: " إنّني منذ البداية كنت أشكّك في مصداقيّة هؤلاء ومازلت مقتنعاً بأنّ هؤلاء لا يريدون النّجاح لهذه العملية"

الأزمة السورية:

وعن الأحداث المتسارعة في بلدة كوباني السورية، جدّد أردوغان استياءه من دعم التّحالف الدّولي للجماعات التي تحارب في كوباني، مُعتبراً أنّ تنظيم ( PYD) تنظيم إرهابي، حيث ذكّر في هذا الصّدد بأنّه قال للرئيس الأمريكي أوباما بأنّ دعم هذا التنظيم بالسّلاح أمر خاطئ.

وفي سياق الأزمة السورية ايضاً، إنتقد أردوغان الاهتمام العالمي لبلدة كوباني وتجاهلهم لما يجري في عموم سوريا وخاصّةً لما يجري في مدينة حلب، حيث ذكّر مجدّداً بالمطالب التركية لحل هذه الأزمة سواء في تأهيل وتدريب المعارضة المعتدلة وإقامة مناطق آمنة ومناطق حظرٍ للطّيران الأسدي، مُضيفاً أنّ إنهاء الصّراع في سوريا لا يمكن إلّا بعد رحيل النّظام السوري وتخلّيه عن السّلطة.

وفيما يخصّ إدّعاءات بعض الأطراف بأنّ أردوغان مُستاء من تحرير بلدة كوباني من يد تنظيم الدّولة الاسلامية، أوضح أردوغان بأنّ هذه الإدّعاءات لا صحة لها وأنّ تركيا بقيادتها ومؤسّساتها هي التي بادرت أوّلاً لإنقاذ المنكوبين في هذه البلدة.

القضية الفلسطينية:

وتابع ترك برس اللقاء الذي جدّد أردوغان إنتقاداته لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" واصفاً ممارساته بحق الشّعب الفلسطيني بإرهاب الدّولة.

كما ذكّر أردوغان في هذا السّياق بممارسات الحكومة الاسرائيلية الوحشية ضدّ الشّعب الفلسطيني، حيث أعلن أنّ أحد رؤساء الوزراء الإسرائيليين قال له أثناء لقائه به بأنّه يشعر بالسّعادة عندما يقتحم الأراضي الفلسطينية على متن الدّبابات والأسلحة الفتّاكة.

الأزمة مع أرمينيا:

وبخصوص الإدّعاءات حول إرتكاب الأتراك مجزرة ضدّ الأرمن عام 1915، أكّد أردوغان بأنّ تركيا قامت بكلّ واجباتها في هذا الصّدد وأنّ المعنيّين بالأمر قاموا بفتح كلّ الوثائق والمستندات، مُتّهماً الجانب الأرمني بعدم الثّقة بما يدّعيه في هذا الخصوص.

كما أضاف أردوغان قائلاً: " علينا أن نلقي الضّوء على هذه المسألة من خلال الرّجوع إلى التّاريخ وفتح الملفّات الخاصة. فإن أثبتت الوثائق قيامنا بهده المجزرة، فإنّنا جاهزون لدفع البدل. إلّا أنّ الجانب الأرمني يماطل في فتح مثل هذه الوثائق"

الصّراع مع الكيان الموازي:

وأفرد الرئيس أردوغان قسماً من حديثه مع الصّحفيّين حول الصّراع مع الكيان الموازي، حيث أكّد بأنّ تركيا تمرّ بمرحلة حسّاسة بخصوص الصّراع مع هذا التنظيم، داعياً الشّعب التركي إلى الوقوف إلى جانب الحكومة الشّرعية في صراعها مع عناصر التنظيم الذين تغلغلوا في بينة أجهزة الأمن والقضاء.

وفي هذا السّياق اكّد أردوغان أنّ التنظيم من خلال ممارساته وتصريحاته، يساهم في تعطيل سير عملية المصالحة الوطنية، حيث وعد بأنّ مسيرة المصالحة الوطنية سوف تتقدّم بسرعة عند القضاء على هذا التّنظيم.

كما طالب أردوغان الإدارة الأمريكية بإعادة كلّ من لجأ إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسهم زعيم التنظيم فتح الله غولن، حيث أوضح بأنّ الدّولة التركية تقوم بكل ما يلزم في هذا الخصوص.

عملية المصالحة الوطنية:

وحول سؤال عن سير مسيرة المصالحة الوطنية، أفاد أردوغان أنّ العمل جارٍ على إتمام هذه المسيرة على الرّغم من محاولات عرقلة بعض الأطراف لها، حيث أوضح بأنّ الخدمات المُقدّمة لأهالي المنطقة الجنوبية ذات الأغلبية الكردية، تتعرّض للعرقلة من خلال أحداث الشّغب والقوانين التي تصدرها بعض البلديّات التّابعة لحزب الشّعوب الدّيمقراطية.

وفي هذا الصّدد استعرض أردوغان بعض الخدمات التي قامت الحكومة التركية بإنشاءها في هذه المناطق سواء من إنشاء المطارات وإيصال الخدمات الصحية والفنية لسكّان تلك المناطق خلال 12 عام.

وفي سياقٍ الانفتاح والمصالحات مع الطّائفة العلوية، أوضح أردوغان بأنّ الطائفة مازالت غير قادرة على الاتفاق فيما بينها بخصوص المطالب التي سيتقدّمون بها إلى الحكومة، مبيّناً أنّ الدّولة التركية جاهزة لتلبية مطالبهم.

حرّيات الصّحافة في تركيا:

وفي إطار حريّة الصّحافة والإعلام وما صدر مؤخّراً عن بعض المؤسّسات الدّولية من تقارير تُفيد بانّ الإعلام التركي لا يتمتّع بالمزيد من الحرّة، إنتقد أردوغان قرارات هذه المؤسّسات في هذا الخصوص، مُعنبراً أنّ هذه القرارات غير محايدة وأنّ أطرافاً معيّنة تتدخّل في قرارات هذه المؤسّسات.

كما أضاف أردوغان بأنّ عدد الصّحفيّين المعتقلين في تركيا لا يتجاوز عددهم 7 صحفيّين، وأنّ هؤلاء تمّ اعتقالهم لإنتمائهم إلى بعض الجماعات الإرهابية ولإرتكابهم جرائم جنائية بحقّ أشخاصٍ معيّنين.

وتسائل أردوغان عن سبب تغاضي هذه المؤسّسات لما تفعله إسرائيل من قتل واعتقالٍ بحقّ الصّحفيّين في فلسطين.

الانتخابات اليونانية:

ورداً على استفسارات الصّحفيّين حول طبيعة التّعامل مع الحكومة اليونانية الجديدة، أوضح أردوغان أنّ رئيس الوزراء اليوناني الجديد عليه أن يستثمر هذه الفرصة الممنوحة له من قِبل الشّعب اليوناني لتخليص البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تعصف باليونان، وأنّ العلاقات بين البلدين يمكن أن تتطوّر أكثر مع وصول اليكسيس إلى السّلطة، لا سيما أنّ رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" عقد لقاءً معه أثناء زيارته الأخيرة إلى العاصمة اليونانية مؤخّراً.

وفي ختام حديثه تطرّق أردوغان إلى مسألة إصدار الدّستور الجديد في البلاد، حيث أوضح أنّ تحقيق الأهداف المنشودة لتركيا الجديدة لا يمكن إلّا من خلال التّخلّص من الدّستور المعمول به حاليّاً والانتقال إلى دستور جديد يضمن حقوق الجميع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!