أسباب كثيرة دفعت روسيا إلى استبعاد الخيار العسكري في "إدلب" (خبراء)

ترك برس

استعرضت تقارير صحفية آراء خبراء ومحللين بشأن الأسباب التي دفعت روسيا إلى استبعاد الخيار العسكري في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك على خلفية اتفاق الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين على إقامة منطقة منزوعة السلاح في المحافظة.

وقال الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، إنه في مقدمة الأسباب، أن روسيا وجدت في الاقتراح التركي مخرجا مناسبا في المرحلة الحالية للتخفيف من الضغط الدولي المتزايد منذ أن أعلن النظام والروس نيتهما تنفيذ عمل عسكري في إدلب بذريعة التصدي لـ"الجماعات الإرهابية".

وأوضح عبد الواحد، أن الضغط لم يتوقف على التصريحات الغربية والتحذير من كارثة ستقع في حال هاجم النظام السوري إدلب، إذ تجاوز الأمر ذلك حين عزز الغرب تواجده قبالة سوريا في المتوسط، لاسيما الولايات المتحدة، بالتزامن مع تهديدات بتوجيه ضربة مؤلمة للنظام.

ورأى عبد الواحد،  في حديث لصحيفة "عربي21"، أن "الوضع لو تطور كان من شأنه أن يضع روسيا في موقف لا تحسد عليه، فهي لن تذهب إلى رد عسكري على الضربات الغربية ولن تكون في الوقت ذاته قادرة على حماية النظام من تلك الضربات..

وعلاوة على هذا كله لن تتمكن من استعادة إدلب، فضلا عن أن العملية العسكرية كانت تهدد لو وقعت بتوتر وربما مواجهة محدودة مع الأتراك".

وأشار إلى تغير الظرف الدولي في الآونة الأخيرة، لافتا إلى أن "حراكا سياسيا غربيا بات يدفع نحو العودة إلى مسار جنيف، مع الحفاظ على آخر منطقة خفض تصعيد باعتبارها آخر المناطق التي يوجد فيها تمثيل على الأرض عسكريا للمعارضة".

وبسؤاله عن ما إذا كان بوتين قد وقع مرغما على الاتفاق، قال الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الروسي: "رغم قناعاتي بأن بوتين حصل بالمقابل على شيء ما من أردوغان، لكنه وقع مرغما على اتفاق إدلب، إذ لم يكن أمامه خيارات بديلة".

وعن قراءته لما حصلت عليه موسكو مقابل نزولها عند رغبة أنقرة، رأى عبد الواحد أن ما حصلت عليه موسكو "مرتبط قبل كل شيء بالتعاون الثنائي تجاريا، وعبره تعاون ثنائي لمواجهة حرب ترامب الاقتصادية، وذلك من خلال اعتماد الروبل والليرة التركية في التجارة بين البلدين كخطوة أولى، وأيضا ضمنت موسكو موقفا تركيا ضد تثبيت الوجود الأميركي في مناطق شرق الفرات".

وقال: "لكن برغم كل ذلك، يبقى ما خسره بوتين أو ما قدمه من تنازلات أهم مما كسبه، ويبدو كأنه لم يعتد ذلك لاسيما عندما يكون الأمر على صلة بالوضع السوري، لذلك غابت عن وجهه خلال المؤتمر الصحفي في أعقاب المحادثات مع أردوغان تلك التعابير التي اعتدنا رؤيتها"، منهيا قوله بأن "بوتين السعيد بالنصر أمس كان بوتين آخر".

وعلى النقيض من رأي من عبد الواحد، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية عبد الستار بوشناق، أن الاتفاق أعطى لروسيا مكاسب قوية، وأهمها المؤشرات على ظهور حلف قوي بين كل من "روسيا، والصين، وتركيا"، سيما أن الأخيرة تبدو وكأنها قد أدارت ظهرها للاتحاد الأوروبي.

وأضاف بوشناق وهو مدير مركز بحثي، أن مصلحة روسيا في المنطقة تقتضي دفع تركيا إلى الانسحاب من "حلف الناتو" إضعافًا لأوروبا.

وأشار إلى شراء تركيا صواريخ "S400" من روسيا، وقال: "مصلحة روسيا اليوم تمر عبر كسب تركيا، والتصعيد العسكري في إدلب كان سيدفع بأنقرة إلى تقوية علاقاتها بالغرب، والبعد عن روسيا".

في سياق متصل، أشار تقرير في صحيفة "فيلت" الألمانية إلى جملة تساؤلات طرحها الاتفاق بشأن التفاصيل حول المنطقة العازلة، التي سيتم إنشاؤها في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وحيال هذا الشأن، قال بوتين: لم نتفاوض بعد بشأن العديد من القضايا الصعبة. ويجب علينا أن نجد المزيد من الحلول".

وترى الصحفية الألمانية أن "أكبر مشكل يؤرق الروس هو هيئة تحرير الشام، فبعد إبرام الاتفاق الروسي التركي، يجب على هذه الميلشيات المسلحة أن تنسحب من المنطقة العازلة برفقة المجموعات المتطرفة الأخرى".

وأشارت فيلت إلى أن تركيا "خلال الأشهر الأخيرة، حاولت في العديد من المرات إقناع الميليشيات المتطرفة بالانتقال إلى شمال سوريا، لكن دون جدوى".

وأوردت أن بوتين رفض الخطة التركية، حيث أوضح قائلا: "يجب علينا ألا نسمح للميلشيات المسلحة بالانسحاب حتى وإن كان الهدف من ذلك إنسانيا".

وفي ظل تشبث الرئيس الروسي بموقفه، لجأت تركيا إلى خطة "ب"، علما أن اتفاق سوتشي أبرم على أساس هذه الخطة"، وفق الصحيفة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!