ترك برس

نشر موقع المونيتور الأمريكي تقريرا للمحللة الروسية، يكاتريجينا خولوكوفوسكايا، حول تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا بسبب حادثة مضيق كيرتش، رأت فيه أن تركيا بوصفها قوة رئيسية كبرى في البحر الأسود، وعلاقاتها الجيدة بكلا البلدين قادرة على الوساطة وإنهاء الأزمة التي تنذر بحرب شاملة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن أول من أمس الخميس، أنه ناقش في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إمكانية قيام أنقرة بدور الوساطة بين موسكو وكييف في تسوية الحادث بمضيق كيرتش، وهو شريان ضيق يربط البحر الأسود ببحر آزوف ويمر بين شبه جزيرة القرم وروسيا، كما أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الأوكراني، بترو بورشينكو.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات الغاضبة منذ إطلاق البحرية الروسية النار على ثلاث سفن أوكرانية واحتجازها قبالة ساحل القرم. وتضامنت الحكومات الغربية مع كييف واتهمت روسيا بعرقلة الدخول إلى بحر آزوف الذي يستخدمه البلدان، مؤكدة أن ذلك غير قانوني متهمة موسكو باستخدام القوة دون مبرر.

وأشارت المحللة الروسية إلى أن احتمالات نشوب حرب شاملة بين هاتين الدولتين السوفييتيتين السابقتين تخيف جيرانهما في منطقة البحر الأسود، ففي اليوم التالي للحادث، أصدرت الخارجية التركية بياناً يدعو إلى ضبط النفس وتجنب التوترات وإلى حل سلمي للصراع.

وتضيف أن بعض الخبراء الأتراك يتنبؤون بحرب أكبر في المنطقة حيث كتب إبراهيم قاراغول، في صحيفة يني شفق، المقربة من الحكومة التركية، أن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ليست أزمة عادية بين دولتين. فربما يسفر هذا النوع من الصراعات البسيطة بين عشية وضحاها إلى ظروف تقود إلى احتلال أوكرانيا لو تخلّى عنها العالم لتواجه روسيا بمفردها.

ومع ذلك  يمكن للأزمة بين روسيا وأوكرانيا جلب بعض الفوائد لتركيا. ويعتقد المؤرخ التركي إلياس كمال أوغلو أن الوضع يفتح فرصا كبيرة لأنقرة، ويقول: "إن تركيا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، وهي أيضا قوية ونشطة في الساحة الدولية. ومن ثم فإن لديها فرصة لإثبات نفسها في المجال الدبلوماسي".

ويلفت التقرير إلى أن تركيا من بين الدول القليلة التي نجحت في الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا بعد أزمة القرم والصراع في شرق أوكرانيا. وبذلت أنقرة قصارى جهدها لعدم الانحياز إلى أي جانب. وعلى الرغم من أن تركيا لا تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، فإنها في نفس الوقت لم تنضم إلى العقوبات المناهضة لروسيا.

وأوضح أن موسكو وأنقرة تتعاونان تعاونا وثيقا في سوريا، وتتطور العلاقات الاقتصادية بينهما تطورا سريعا، حيث أطلق البلدان مشروع بناء أول محطة تركية للطاقة النووية أك كويو في ولاية مرسين، وفي الأسبوع الماضي، قام بوتين بزيارة إسطنبول للاحتفال بإنجاز القسم الخارجي لخط أنابيب الغاز السيل التركي.

وفي المقابل تتعاون تركيا وأوكرانيا بشكل وثيق في مجال الصناعة الدفاعية وعمليات نقل البرامج ومشاريع السيارات المدرعة والفضاء وتصميم الطائرات. ومنذ عام 2012 اتفق البلدان على إلغاء نظام تأشيرات الدخول بين مواطني البلدين. وخلال الزيارة الرسمية الأخيرة للقيادة الأوكرانية إلى تركيا، الشهر الماضي، افتتح الرئيس بوروشنكو القنصلية الأوكرانية في منتجع أنطاليا التركي. وذكر أن أكثر من 1.3 مليون أوكراني يزورون تركيا كل عام وهذا العدد آخذ في الازدياد.

كما أن تركيا تدعم تتار القرم، وهم جماعة عرقية تركية تتحدث لغة مشابهة للغة التركية. وخلال اجتماع أردوغان مع بوروشنكو، وعد أردوغان بمواصلة حماية حقوق تتار القرم، ورفض ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

ويختم التقرير بأن الرئيس التركي أردوغان استخدم موقف بلاده الحيادي، وعلاقاته الجيدة مع الزعماء الروس والأوكرانيين عندما وقع التصعيد الأخير للصراع، ففي اليوم التالي للأزمة أجرى أردوغان ثلاث اتصالات هاتفية مع القيادة الروسية والأوكرانية والأمريكية لمناقشة التوترات في البحر الأسود. واتفق مع الرئيس الأوكراني على إثارة القضية الأوكرانية خلال قمة العشرين الحالية في الأرجنيتين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!