ترك برس

تختلف آراء الخبراء بشأن المسارات المحتملة للأوضاع في سوريا بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من الأراضي السورية، وما إذا كانت التطورات الأخيرة قد تتسبب باندلاع مواجهات مباشرة بين الجيش التركي وقوات النظام السوري خلال محاولات ملء الفراغ شرق نهر الفرات.

وترسل تركيا تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الحدود مع سوريا وإلى محيط مدينة "منبج" الخاضعة لسيطرة ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، تزامنًا مع تعزيزات للنظام السوري والميليشيات الإيرانية والموالية له.

الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط علي باكير، رأى خلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة القطرية أن هناك ترتيبات تركية لمعرفة طريقة انسحاب القوات الأميركية من أجل ملء الفراغ هناك.

وأضاف باكير أن لدى أنقرة عدة تساؤلات تنتظر الإجابة من قبل الجانب الأميركي، أهمها أين سيذهب السلاح الأميركي الذي سلمته واشنطن إلى قوات سوريا الديمقراطية؟ وأن تأخير العمليات العسكرية التركية جاء من أجل معرفة الرد الأميركي.

لكن مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس، يعتقد أن "تركيا لن تقوم بملء الفراغ لأن الحكومة السورية هي المخولة بذلك، وستكتفي تركيا بنشر قوات شرطة لحفظ الأمن هناك".

وتابع لانديس: "لن تسمح أميركا وسوريا لتركيا بالقضاء على الأكراد، لأنه إذا تم السماح لها بذلك فستحصل أعمال تطهير عرقي كما حدث في عفرين"، على حد زعمه.

ويوافق العميد المتقاعد والخبير العسكري هشام جابر على ما قاله لانديس، قائلا إن ترامب حدد ثلاث دول لمحاربة "داعش" هي تركيا وروسيا وسوريا، وتركيا لن تتجاوز نهر الفرات في الوقت الحالي.

وأشار إلى أن هناك تنسيقا على مستوى عال لكي تدخل القوات التركية إلى منبج، وتحل محل القوات الكردية دون حصول أي قتال، وأكد أن تركيا الآن هي اللاعب الأساسي في سوريا.

ويرد باكير على لانديس بقوله إنه قام بالخلط بين الأكراد وتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) الإرهابي وهذا الخلط غير مسموح، لأن هذا التنظيم الإرهابي قام بعمليات تطهير عرقي ضد الأكراد أيضا.

ويؤكد باكير أنه من غير المقبول أن تكون حكومة بشار الأسد هي من يسيطر على المنافذ الحدودية، لأنها ستسلمها للتنظيمات الإرهابية كما حدث في السابق.

ويرى جابر أنه يستحيل حصول أي عمليات عسكرية في شرق الفرات لأن تركيا لا تريد حربا في الوقت الحالي، أما الحرب السورية التركية فهي مستحيلة للغاية لوجود ضابط إيقاع اسمه روسيا.

وبشأن إمكانية أن يقيم الأكراد دولة مستقلة؛ فقد رأى جابر أنه "يستحيل فعل ذلك لأن سوريا وتركيا ترفضان وجود كيان للأكراد على حدودهما".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!